الخميس، 12 سبتمبر 2013

أنقاض...

شىء محبط ان أقرب مكتبة عامة ليا على بعد ساعة كاملة بالمواصلات....الاكثر احباطا ان لما الدراسة تبدأ حتكون 3 ساعات مش ساعة واحدة بسبب دراستى القاهرية....
السعادة هى : "مكتبة عامة فى نطاق 1 كم من مقر سكنك "
وللأسف كنت برجع النهاردة الكتاب اللى لسه برضه مخلصتوش بقالى شهر على أمل لقاؤه فى وقت آخر بقى :( ...الكتب الكبيرة دى لازم تقعد معايا بالشهور ...بقرأ شوية وبعدين اقعد افكر شوية فى اللى قريته وبعدين ارجع اقرأ تانى وهكذا ....ده بالنسبالى اكتر متعة من انى اقرأ كتب مش مفيدة قوى او مملة فى فترة قصيرة.....
امل حياتى اخلص موسوعة ويل ديورانت....... وتفسير القرآن الكريم ....والبداية والنهاية لابن كثير....الحاجات دى ممكن تستغرق عمرى كله بس فعلاً عايز اقراهم ....
----------------------------------------
فى الطريق وانا ماشى شفت مدرسة الابتدائى اللى كنت فيها وانا صغير وهما بيهدوها....الصراحة مكنتش قادر احدد شعورى بالظبط....عشان مبقاش بكدب تقريباً مكنتش حاسس بحاجة عادى يعنى مدرسة زى اى مدرسة واكيد حيبنوا مكانها وانا دفنت مشاعرى من ناحيتها من زمان ...تقريباً رد فعل من مخى بسبب سوء الفترة دى من حياتى ...بس جه فى بالى اقول ياااااااااه ....الى مزبلة التاريخ يا أحقر مدرسة فى حياتى !! ....كانت اقرب الى معتقل نازى منها الى مدرسة....
خصوصاً أول 3 سنين اللى المفروض بيحددوا حياة الانسان بعد كده.....كانت عندنا "أبلة" حيزبونة ....بجد مش عارف اقول ايه غير انها كانت بتحيل حياتى الى جحيم - حرفياً - ....و كعادة معلمى التعليم الاساسى خصوصاً اول 3 سنين دول كانت هى اللى بتدينا كل حاجة...كل حاجة دى اللى هى كانت العربى والحساب يعنى....الدين كانت مُدرِّسة تانية كويسة الى حد ما....فالحيزبونة دى كانت بتلزقلنا طول النهار كل يوم تقريباً.....التعليم الابتدائى فى مصر بحد ذاته مأساة فما بالك عندما تصبح متلقى يومى للعقد النفسية للعديد من الاشخاص وانت فى مرحلة لا تستطيع فيها الدفاع عن نفسك بعد....
كنت اروح المدرسة كل يوم اتعرض لاضطهاد يومى من المُدرِّسة دى بسبب انى الطالب الوحيد اللى اهله مش راضيين يخلوه ياخد معاها درس واروح اتعرض لبهدلة تانية من أمى فى البيت بسبب انى خفت ارد عليها او خفت مش فاكر اعمل ايه كده....كان فى دايماً حاجة خفت اعملها فى المدرسة فأمى تزعقلى عليها.....لدرجة ان أمى فى يوم كتبتلى جواب عشان اديه للمُدرِّسة دى فيما معناه على ما اتذكر يعنى انها تعاملنى كويس وملهاش دعوة بيا او تنقلنى من التختة اللى انا فيها مش فاكر بالظبط....بس فاكر يوميها كنت قاعد فى التختة عمال افكر ازاى ادى الجواب للمدرسة ...ازاى يا رب....والمشكلة انى كنت فى سنة اولى ساعتها والسنة دى بالذات كنت قاعد جنب واد تخين برضه بيضطهدنى مش فاهم ليه تقريباً بسبب امتداد سلسلة الاضطهاد اللى كان اولها ابوه اللى كان فرَّاش المدرسة ومكنش راجل ظريف اوى برضه...أهو بجملة العقد النفسية اللى الواحد شافها ....المهم اتشجعت الى اقصى درجة والمُدرِّسة كانت مديانى ضهرها وبتكتب حاجة عالسبورة - تقريباً ده السبب اللى شجعنى - ورحت اديتلها الجواب....ووقفت انتظر الكارثة فى صمت ....فجأة المُدرِّسة وشها جاب ألوان واتعصبت والجواب طبعاً كان بيستغيث تحت قبضة ايديها اللى فعصته....ومش فاكر بعديها ايه اللى حصل بس فاكر انه لم يكن اروع ايام حياتى بالتأكيد.....
وهكذا كانت تمضى الايام ....بهدلة من المُدرِّسة وبهدلة من أمى....خناق بين أمى والمُدرِّسة ...وأنا اللى كنت بتفعص فى النص....تقريباً كل واحدة فيهم كانت واخداها مسألة كرامة.....تعدى على منطقة نفوذها اللى المفروض محدش يقربلها....بس محدش كان بيفكر فيا فعلياً.....والأكيد الأكيد...انها كانت برضه عقد نفسية عند الاتنين بيطلعوها على بعض وعليا....
وطبعاً مقدرش انسى الحاج شعبان ابو جلدة 504 ...كان بيدرسلنا علوم وبعدين بقى بيدرسلنا عربى !! فى سنة رابعة وخامسة.....كان راجل ظريف الى حد ما بس كان يعز الجلدة بتاعته دى اوى....وبيحب يجربها كتير فينا....
استاذ أحمد بتاع حصة الرسم كان أصلاً بيشتغل بتاع دش وريسيفرات !!....بس كان بيعرف يرسم الى حد كبير معرفش ازاى ممكن يكون خريج فنون جميلة بس اشتغل شغلانة تانية الله اعلم...المهم كان بيقضى الغرض يعنى....وده تشوفه تحس انه معقد نفسياً من قبل ما يتكلم أصلاً .....مرة ضربنى بالقلم عشان تقريباً اتخانقت مع بنت صغيرة كانت بنت مدرس فى المدرسة تقريباً او حاجة زى كده مش فاكر بالظبط....
أحلى حاجة بقى الاستاذ عادل بتاع الالعاب ...كان بيعمل بيزنس على قفانا بالحاجات الغريبة اللى كان بيبيعهالنا فى الكنتين....
كانت مدرسة ظريفة أوى :) .... تصلح فيلم كوميدى مأساوى من كلاسيكيات الكوميديا السوداء ...بس للاسف انها كانت حقيقية جداً....
المهم ان هذا التاريخ اصبح الآن أنقاض.....نظرياً على الأقل !




الاثنين، 9 سبتمبر 2013

الادراك الرائع بالا تكون مدركاً !!

الغرق فى اللاشعور اللامبالى الممزوج بقدر كبير من الملل ، حالة تدفعك لاحتقار انسانيتك وادراكك لكينونتك فى ذلك الكون الشاسع .....فماذا لو كنت نملة بائسة تجر ورقة شجر جافة فى اباء وصمت قبل ان يتم سحقك بواسطة انسان لا مبالى يشعر بالملل جالساً الى جوار مساراتك التى صنعتها بمهارة شديدة  - حباك اياها الله - فقط لأنه أراد ذلك ...اوكنت بِطْريق أحمق يستمتع بالجلوس على الجليد تحت اشعة شمس القطب الشمالى ممارساً هوايته المفضلة فى "الانتخة" او مطاردة اناث وذكور البطاريق الاخرى قبل ان يضربك نيزك رهيب أتى من اللامكان فقط ليضربك انت بالذات ....
اعترف أن ذلك كان ليكون رائعاً أن تكون نملة أو بِطْريق يلهو غير مدرك لذاته ولكينونته او للعالم من حوله وهو لذلك لا يشعر بالملل من فقدان الهدف او المعنى او من فرط الابتذال من حوله ....هو فقط كائن بسيط يخضع لثنائية المثير والاستجابة فى شكلها البسيط بعيداً عن تعقيدات البشرية ....
وجوده لا يعنى شىء ..وهو يعنى فقط العيش كيفما اتفق...وغيابه لن يعنى شىء أيضاُ فهناك الكثير مثله ولن يحزن الكثير لفقده....ولن يشعر هو بالاسى على نفسه فاحساساته ابسط من ذلك بكثير ....
الشعور هو شىء فريد يبلغ اقصاه فى الاحلام حيث يقف اللاوعى عارياً معبراً عن نفسه بكل قوة وصدق ...دون تثبيطات الوعى الواعى فى حياة اليقظة المليئة باحباطات و اختلاط غير منتظم لمشاعر كثيرة مضطربة وابتذال يغزو العالم باستمرار....ولذلك أحب الاحلام....اقوى قصص حبى عشتها فى الاحلام....اقصى حالات حزنى بلغتها هناك....لم اشعر بالرعب سوى فى لامعقولية الكوابيس التى تحبس الانفاس.....اكاد لا اشعر حقاً الا فى الاحلام !!
ولكن هل تحلم الحيوانات حقاً....هل تمتلك الحيوانات مشاعر....هل تدرك ذاتها وكينونتها....
هناك تجارب تثبت ان الحيوانات تحلم....
وهناك تجارب اخرى ايضاً تثبت انها تشعر...بل وتمتلك ايضاً احساسات فائقة لا نملكها نحن مثل التنبؤ بالكوارث....
لكن السؤال هنا هل تشعر الحيوانات بالملل....هل تشعر الحيوانات باللامعنى وفقدان الهدف....اعتقد ان ذلك غير ممكن لان عقلها ابسط من ذلك بكثير .....لانها لا تملك ذلك الشعور بالذات والكينونة فى هذا الكون....فوجودها يستوى مع عدم وجودها ...ولا تحسن هى التفريق الواضح بين الوجود وعدم الوجود ....او هكذا أظن ...
مازلت احلم أن يمنح الانسان الفرصة بأن يعيش فترة ما كنملة دؤوبة ...او بِطْريق ساذج ...حتى يتخلص الانسان من بعض همومه ....ويدرك ذلك الادراك الرائع بألا تكون مدركاً !!!

الأحد، 8 سبتمبر 2013

عن الغوص فى الاعماق....

 حسناً.............
كان ساراماجو يقول فى "الآخر مثلى" (( ان العيش وحيداً بالنسبة الى الامزجة الكئيبة ، الهشة عموماً ، وقليلة الليونة ، عقاب شديد القسوة )) ...
الوحدة عموماً تؤذى اى كائن بشرى او غير بشرى يتسق مع الطبيعة التى خلقها الله ....ولكن ماذا عن هذه الامزجة بنت الكلب التى تضعك فى ورطة .....ماذا عن هذه الامزجة التى لا تقبل العيش فى هدوء....غذاؤها العكننة والعياذ بالله ....وشرابها الاسئلة الوجودية التى لا اجابة لها....الوحدة هى جزء أساسى فى تركيبها وليس شىء عارض او اجبارى بل هى تصطنعه اصطناعاً....تخلقه وتعيش فيه معذبة نفسها....
علاوة على ذلك ان تمتلك مزاج هش واكتئابى ...دون أن تمتلك عمق حقيقى يمكنك من فهم نفسك او العالم من حولك هى مأساة....ان تمتلك مزاج هش واكتئابى مع اسئلة كثيرة ...دون معرفة دون علم ...وانت بهذا الجهل...دون عمق لتغوص فيه....يشبه التيه فى الصحارى القاحلة....يشبه التعلق بين السماء والارض فى طبقة جوية مليئة بالتقلبات والاعاصير....لا تمتلك بوصلة ...ولا تمتلك اجابة...ولا حتى تستطيع فهم نفسك ....
واستوحى هنا من الرفيق العظيم فى مدونة ارصفة هذه الجملة فى حديثه ايضاً عن ساراماجو (يجب أن تكتشف نفسك أولاً قبل أن تقدم للآخرين ما تعتقد بأنه رؤيتك الشخصية.)....
هنا يكمن جزء عظيم من المشكلة ....تظن كثيراً أنك اكتشفت نفسك أخيراً وعالجت عقدك النفسية والوجودية ...ثم تكتشف انك كنت مخطئاً....اشياء كثيرة تتغير فيك بمرور السنين....الا أن هذه الالغاز تظل عالقة بداخلك تنتظر الحل....هذه العقد تظل كامنة بداخلك تضربك بين الحين والآخر.....لا تكون انساناً جديداً أبداً مهما حاولت او مهما ظننت أنك أصبحت....تولد بمخاوف وامراض وتظل معك حتى تموت كل ما يحدث أنك تتأقلم معها بمرور الوقت كما تقول ريتا خورى فى "اسرار صغيرة "....
وتحكى ريتا خورى عن تجربتها مع المحلل النفسى فى "اسرار صغيرة " بقولها ((
“نعرف القشور عن أنفسنا ودون الغوص العميق والمؤلم يبقى الانسان أشد أعداء نفسه ضراوة لأنه يجهلها تماما”))....
حقاً....أنا أشد أعداء نفسى ضراوة....ومخلصها فى ذات الوقت....هل حقاً أصنع تقدم للامام أم أننى لا اراوح مكانى....أتقدم تاركاً الكثير من الامور العالقة دون حل....فالبفعل انا أجهل نفسى كما يبدو فى كثير من الامور ....ولكن .."الجلوس مع محلل نفسى للغوص فى الاعماق " !! ....يبدو ذلك شىء بعيد المنال ....
تبدو أحياناً التعقيدات وسلسلة الاكتئاب الممتدة بلا حل .... وتبدو فى احيان أخرى فى حاجة فقط لجلسة ثرثرة تافهة على مقهى...او جلسة هادئة على شاطىء....وقليل من الجنون والنشاط....مسكنات تخرج هذه الطاقة الشيطانية الهائلة لكنها لا تجيب على الاسئلة...تسكنك لكنها تتركك فريسة لنفسك ثانية حالما تغيب لفترة...خصوصا انك لا تستطيع ايجادها دائما...بطباعك الغريبة...ومع ذلك ما زلت فى حاجة ماسة اليها....



#عن الاستيحاء_ساراماجو_ريتا خورى_ارصفة

السبت، 7 سبتمبر 2013

تحذير...هذا البوست ضار ويسبب الاكتئاب

بعد تفكير طويل واكتئاب ..يا ترى حكتب ايه النهاردة.... ودماغى فضيت تماماً ومش عايز اكتب اى كلام سخيف وخلاص قلت مفيش حل غير انى اسيبكم مع مقتطفات مع الكتاب اللى بقرى فيه دلوقت ومش عارف اخلصه ده بسبب الملل والاكتئاب...وبسبب انه كتاب مليان ومحتاج تفكير كتير خصوصا انه كتاب سياسى الى حد كبير و500 صفحة يعنى حاجة كئيبة اوى ...رغم أن الكتاب ممتاز بس بيفتح دماغى على حاجات بتجيبلى اكتئاب...وان الدراسة عندى كمان اسبوع ومش ناقص انا مكتئب لوحدى أصلاً ....
المهم أسيبكم مع الكتاب......
أسمه : روسيا بوتين     المؤلف : ليليا شفتسوفا

ص21 : (( وأخيراً بغض النظر عما كانت ستؤول اليه نتيجة الصراع على القمة ، فان العديد من المراقبين كانوا يعتقدون أن الشعب الروسى قد اعتاد مؤخراً على العيش بحرية وعفوية وعلى الماقشات السياسية التافهة الدائمة ، وعلى سوء انضباط النخبة الروسية ، وأنه سيرفض حتماً العودة مجدداً الى القبضة الحديدية لكن أولئك الذين اعتقدوا ذلك اكتشفوا بأنهم كانوا يعرفون القليل عن روح الشعب الروسى ، واكتشفوا كذلك كيف يمكن للخوف والذعر أن يغيرا العقلية السياسية للملايين ))

ص23 : (( وفى محاولة واضحة منه لاخفاء ارتباكه ، كان يتكلم بلا توقف ، مع أن كلماته ، كما المطر الطويل الممل ، كانت دون اى معنى )) عن سيرجى كيريينكو  ، رئيس وزراء روسيا الاسبق..

ص 29 :(( ان النظام الروسى هو نموذج مميز من أنظمة الحكم تشتمل مواصفاته على مبدأ الرعاية الابوية ، وهيمنة الدولة على الفرد والانعزال عن العالم الخارجى مع الطموح بأن تكون دولة عظمى . وفى قلب هذا النظام يقبع الزعيم الكلِّى السلطة ، الذى يعلو فوق القانون ، والذى يحتكر كل السلطات ، بدون أى محاسبة ، والذى يهمش كل المؤسسات الأخرى ويحولها الى مجرد وظائف ادارية ثانوية. ان النظام الروسى لم يكن بحاجة الى قواعد ثابتة للعبة ، ولكن كان بحاجة الى مصلحين .))

ص42 : (( الحكم المرتكز على الولاء والالتزامات المشتركة لا يمكنه أن يأتى أبداً بأشخاص لامعين ومسؤولين الى المراكز العليا ))

ص53 : (( فى تلك الأثناء لم يكن قلق الطبقة السياسية فى روسيا كافياً لاحداث دعم شعبى لنظام "القبضة الحديدية" فى روسيا ، اذ كانت الجماهير بحاجة لأن تشعر بالحاجة لحكم جديد وقوى فى آن معاً. وجاءت الفرصة بسرعة ، وذلك من خلال الغزو الذى قام به انفصاليون من الشيشان لجارتهم جمهورية داغستان الروسية فى آب\أغسطس 1999 .وقد قيل بأن الانفصاليين استغلوا الاضطراب الحاصل فى الحياة السياسية الروسية فى محاولة منهم لتكوين دولة اسلامية فى الشيشان والمناطق المجاورة لها. ولكن لماذا هاجموا داغستان فى الوقت الذى كانت تستعد فيه موسكو لنقل السلطة ؟ ولماذا لم تحاول موسكو ايقاف الغزو ؟ لماذا راقبت الوزارات الروسية بهدوء عملية تجميع الانفصاليين المسلحين المكشوفة على المناطق الحدودية ؟ والأهم من ذلك ، لماذا سحبت على وجه السرعة احدى الفرق العسكرية التابعة لوزارة الداخلية التى كانت تقوم بحماية الحدود بين داغستان والشيشان قبل الغزو تماماً ؟
كتب بعض الصحفيين الروس بشكل علنى أن بعض الأشخاص المقربين الى الكرملين وعلى الأخص منهم بيريزوفسكى قد يكونوا هم الذين دفعوا المقاتلين الشيشانيين لمهاجمة داغستان من أجل زيادة الشعور بالضعف والعرضة للهجوم لدى الشعب وتمهيد الطريق أمام تغيير الحكم . فى هذا الصدد أيضاً تساءلت مجلة بروفيل فى 30 آب\أغسطس ، مشيرة الى أن الانتخابات البرلمانية المزمع انعقادها فى شهر كانون الأول\ديسمبر : (لماذا تحركت الشيشان قبل اعادة انتخاب يلتسين ؟ لماذا أصبح هناك الآن داغستان قبل الانتخابات ؟ من أمر باشعال حرب فى داغستان ولماذا ؟ ) . فى أى بلد آخر ، مثل هذه الأسئلة كانت ستؤدى الى اجراء محاكمات علنية والى حدوث عملية طرد جماعية للمسؤولين . ولكن فى روسيا تم تجاهل الامر ببساطة. هذا هو تأثير العيش مع الفضائح المستمرة والخوف المغروس فى الأنفس من السلطات.
فى الشهر التالى ، آب 1999 ، فجرت عدة مبان سكنية فى موسكو ومدن روسية أخرى قتل فيها 300 من المدنيين ، الأمر الذى أثار موجة من الرعب اجتاحت البلد بأكمله وفى أيلول\سبتمبر ، بعد التفجيرات مباشرة ، اعتبر المواطنون الروس "السلامة الشخصية" أولوية ذات مرتبة أعلى من "الضمانات الاجتماعية " ، بالرغم من أن الضمانات الاجتماعية كانت قد أصبحت قضية اساسية بعد فقدان شبكة الضمان الاجتماعى السوفياتية التى شغلت بالهم فى السابق. أما "الجريمة" و "عدم الاستقرار" فقد تصدرتا قائمة ما يثير قلق الشعب الروسى . على أى حال ، أعلن الكرملين - حتى قبل فتح أى تحقيق - عن وجود أثر شيشانى فى الجرائم ، فبدأت الشرطة تجمع كل من بدا أنه يشبه الشيشانيين حتى لو كانت قرابته بالشيشانيين بعيدة. مع ذلك ، لم تتمكن السلطات من ايجاد الارهابيين مما أثار الشكوك حول تورط أجهزة الخدمة السرية الروسية فى التفجيرات ))

ص 55 : (( لقد اغتنم رئيس الوزراء الجديد بوتين الفرصة السانحة ليظهر نفسه كسياسى قوى وصلب ، حيث قال فى سياق حديثه أمام مجلس الدوما بعد التفجيرات ، واصفاً التحديات التى تواجه روسيا : (بتفجير منازل مواطنينا ، يفجر قطاع الطرق الدولة ، انهم يقوضون السلطة ) ثم صرح أن هدفه الرئيس هو : "حماية السكان من قطاع الطرق " وبذلك فهو قال بالضبط ما ينتظره المواطنون من زعيم . عندما كان بوتين يتكلم من منصة الدوما ، وجد الشعب الروسى أخيراً من كانوا يريدونه ، وجهاً صلباً وحازماً ، ومشية رشيقة لرجل رياضى و...عينين باردتين . بالفعل كان معظم الشعب يريد رجلاً قوياً فى الكرملين ، لأنهم سأموا مشاهدة يلتسين وهو يتداعى ))

ص57 : ((لقد نجح الاشخاص الذين كانوا يشكلون الدائرة القريبة المحيطة بيلتسين  - بالرغم من أنهم لم يكونوا بالغى الذكاء - فى ايجاد آلية مكنتهم من البقاء على الساحة السياسية. ومع أن هذه الآلية لم تكن معقدة على الاطلاق الا انها نجحت ، على الاقل لبعض الوقت . فقد تمكن الفريق الحاكم بفضل هذه الآلية من استرداد سيطرته على السلطة وعلى مزاج المجتمع - جزئياً على الأقل - وذلك عن طريق التركيز على أشد مخاوف الناس سوءاً وتعزيز رغبتهم بالاستقرار بأى ثمن . وهكذا تبين بأن الشيشان تصلح لأن تكون سبباً جيداً للتضامن ، لأنها لعبت دور العدو الداخلى والخارجى فى آن واحد ))

(( لقد أدرك المسؤولون الروس فى فترة متأخرة نسبياً مدى أهمية التلفزيون بالنسبة الى السياسة .ففى الحملة الرئاسية لعام 1996 كان مسؤولو التلفيزيون الروسى ولأول مرة يختبرون قدرتهم على التأثير فى الرأى العام وذلك عندما حاولوا اظهار يلتسين الضعيف والمتداعى بصورة الزعيم القوى والنشيط . أما الآن فقد اصبح التلفيزيون الأداة الرئيسية لتدمير منافسى بوتين وعلى الأخص منهم لوجكوف وبريماكوف . وقد أوكل الى سيرجى دورينكو  وهو مقدم أخبار شهير فى التلفيزيون الحكومى مهمة تشويه سمعتيهما وكان يقف وراءه بيريزوفسكى وهو أحد المساهمين فى القناة الاولى فى التلفيزيون الحكومى. كان دورينكو فى كل ليلة سبت يصب كمية جديدة من القاذورات على منافسى الكرملين. ))

(( كانت المعركة بين الاتجاهات السياسية المتشابهة أشد عنفاً وضراوة منها بين الاتجاهات المختلفة فالكرملين الذى استخدم كل مصادره لتدمير المعارضة تجاهل عامداً متعمداً الشيوعيين ، بل ومنحهم معاملة أثيرة . لكن موقف الكرملين المتوازن هذا من الشيوعيين كان له هدف محدد ، حيث أن فريق يلتسين\بوتين بحاجة الى عرض مقنع من قبل الشيوعيين فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية القريبة يبدو من خلاله غينادى زيوغانوف بأنه المنافس الاساسى لبوتين . بكلمات اخرى كان الفريق الحاكم يريد  استخدام نفس الاستراتيجية التى اتبعها بنجاح فى انتخابات 1996 ، عندما ساعدت مسألة كون زيوغانوف المنافس الاساسى ليلتسين على بقائه فى السلطة ، فروسيا التى وضعت أمام خيارين هما الماضى الشيوعى او المستقبل غير الواضح مع زعيم مريض اختارت الخيار الثانى . ))

ص 62 : (( أما بالنسبة للحرب الشيشانية فقد أيد 48 بالمائة من الشعب الروسى فى تشرين الثانى\نوفمبر عام 1999 "عملية مكافحة الارهاب" التى أطلقها بوتين (حتى أن 29 بالمائة طالبوا باتياع سياسات أكثر قسوة ضد الشيشان ، فى حين اعتقد 7 بالمائة فقط بأن القوة المفرطة غير مبررة ) . وهكذا رجع المجتمع الروسى منذ سنوات طويلة - على الأقل منذ مجىء جورباتشوف الى السلطة - الى الفكرة المخلصة ، فكرة الوطنية العسكرية ، التى أصبحت ملاذاً لكل من كان يشعر بالخوف والضعف فى روسيا.
اضافة الى ذلك انضم الليبراليون الى معسكر الحرب فها هو أناتولى تشوبايس زعيم الليبراليين فى روسيا والمناصر الحديث للغرب يصرح فى تشرين الثانى\نوفمبر 1999 قائلاً : (ما يحدث اليوم فى الشيشان لا يتعلق بتقرير مصير مسألة الشيشان ، بل بمسألة أكثر أهمية بما لا يقاس ، ما يحدث اليوم فى الشيشان هو اعادة بعث الجيش الروسى من جديد ) . وبعدما اتهم الغرب روسيا بانتهاكات حقوق الانسان فى الشيشان ، رد عليهم تشوبايس باتهام مماثل : ( أن اعتبر موقف الغرب برمته...فيما يتعلق بالشيشان بأنه غير أخلاقى ، أعتبر موقف الغرب بأنه موقف منافق ). على هذا النحو ارتد أحد الليبراليين الكبار ، وأحد أصدقاء الغرب ليصبح معادياً للغرب . وهكذا تبين أن السياسى الذى لطالما اعتبر شجاعاً وذا مبدأ ما هو الا رجل ضعيف ومتخاذل . غير أننا ينبغى ألا نتجاهل احتمال أنه ربما كان يؤمن بما يقول فعلاً ، فان الكثيرين غيره كانوا يؤمنون بذلك حقاً. ))

ص82 : (( المقارنة وحدها تجعلك قادراً على الحكم بشكل صحيح على الاشخاص والتاريخ ))

ص 100 : ((عندما سئل المشتركون فى الاستطلاع عما تحتاجه روسيا ، أجاب 71 بالمائة منهم "زعيم قوى" و59 بالمائة "دولة قوية" . أما "المؤسسات الديمقراطية" فلم تكن تشكل أولوية بالنسبة للشعب الروسى على ما يبدو ، حيث أتى على ذكرها 13 بالمائة منهم فقط . كأن المجتمع كان يقول رأيه بطريقة معاكسة فى حقبة يلتسين ، بربطها بزعيم ضعيف او دولة ضعيفة . لكن المثير للقلق فى الأمر هو محاولة روسيا مرة أخرى التحرر من أزمة اليلتسينية عبر البحث عن منقذ جديد وليس عبر اقامة مؤسسات قادرة على البقاء. ))

ص 110 : (( يقال وثمة سبب وجيه لذلك بأن العمل فى الاجهزة السرية....ليس مهنة بل طريقة فى التفكير. وتلك الطريقة فى التفكير تتميز بكره الانشقاق من أى نوع كان ، وبعدم القدرة على تحمل التنوع فى المحيط ورفض أى شىء غريب أو لا يمكن فهمه بسهولة ، وافراط فى الشك ، وميل الى اتخاذ القرارات بسرية مطلقة . أولئك الذين يمتلكون مثل هذه الذهنية لا يشعرون بالاطمئنان الا فى دائرة جماعتهم الضيقة ))

ص 114 : (( ثمة عامل فائق الاهمية فى اى ادارة - وعندما تكون السلطة التنفيذية قوية والمؤسسات ضعيفة تصبح اهمية هذا العامل اكبر بكثير - انهم الاشخاص الذين يحيط الزعيم نفسه بهم ويستمع الى نصائحهم فى السياسة ))

ص 128 : (( فى الواقع ان الدولة التى حاول بوتين اعادة تكوينها من جديد هى الدولة التى لطالما وجدت فى روسيا باستثناء فترة الانقطاع الوجيزة لعهد يلتسين. فبواسطة تعزيزه لسلطته الشخصية ومحاولته جمع كل السلطات فى قبضته كان بوتين يحاول اعادة احياء "النظام الروسى" القديم ، اى النظام الذى يرتكز على سلطة الفرد . غير أن تلك الدولة المبنية على التبعية العامودية والتى كانت تفتقر الى الاتصال من الاسفل الى الاعلى كانت دولة ضعيفة وعاجزة الى حد بعيد لأن طاقتها كانت تضيع فى التوليد الدائم للخوف ، والارغام على الطاعة والامتثال ، وتعزيز السلطة الهرمية . النسخة السابقة من تلك الدولة انهارت فى العام 1991 وعاجلاً او آجلاً ستنهار النسخة الجديدة من النظام الروسى تحت وطأة ثقلها بالذات ، وخاصة اذا كانت تفتقر الى آلية قمع قوية. ))

ص 142 : (( كان مجتمع حقوق الانسان فى روسيا يشعر بقلق جدى ازاء ما يحدث . لكن هذه المجموعة الصغيرة فى الواقع كان لها تأثير ضئيل فى تلك الآونة ، حيث كان ينظر اليها على انها مجموعة من الرومانسيين والمثاليين ممك لا يمكن علاجهم وبما أن الجزء الاعظم من تمويلهم كان يأتى من الغرب فقد كان ذلك سبباً لاعتبارهم من قبل الكثيرين من الشعب الروسى - كما كان يحدث ايام الاتحاد السوفياتى - اداة من ادوات النفوذ الغربى ، الامريكى بشكل خاص ، الامر الذى زاد من عزلتهم فى روسيا. ))

ص 143 : (( كل طبقة النخبة فى روسيا تلقت أملاكاً بسبب علاقاتها مع حاشية يلتسين والآن اصبح النظام الجديد يريد السيطرة عليها وعلى انشطتها من خلال ابتزاز الشركات الكبرى ))

ص 144 : (( كان الناس متعبين الى درجة أنهم لم يكونوا يستطيعون التفكير ، او الاختيار من بين الخيارات التى كانت توفرها لهم الديمقراطية والتعددية السياسية ، وكانت قائمة السياسيين الموجودة قصيرة جداً ، وهؤلاء السياسيون لم يكونوا أهلاً للثقة ولا لعقد الآمال عليهم . وفوق ذلك سئمهم الناس أيضاً ))
______________________


جاى على بالى اوى النهاردة اسمع مسرحية " تخاريف " لمحمد صبحى ....اذا عرفت انك ستغتصب لا محالة  فاستمتع !! (نكتة قديمة)

جدير بالذكر أن فى آخر تقرير تنافسيه عالميه "2013 / 2014" و اللى بيصدر عن "المنتدى الإقتصادى العالمى" و هى منظمه دوليه غير هادفه للربح مقرها "جنيف" مصر خدت تالت أسوء نظام تعليمى ف العالم .. و أسوء نظام تعليمى فى العالم للتعليم الإبتدائي.....

يا رب..



الجمعة، 6 سبتمبر 2013

يوم نصف ممل...

همممممم....
نفس عميق وتنهيدة...وقلم على وشك الكتابة ، لكنه يعجز عن التحرك منذ نصف ساعة ، رغم أنه يعرف ماذا يريد أن يكتب !
الكلمات تُحلِّق فى رأسك ، وتراها متجسدة فى خيالك ، لكنك تعجز عن الربط بينها فى جملة مفيدة ووضعها على الورق...لا يصنع بى شىء مثل هذا سوى الملل....لماذا خلق الله الملل ؟!
الكثير من الأحداث فى يومين...ولكن كأن شيئاً لا يعنيك ، فأنت تعيش فى رأسك ! ...هذا لا يعنى عدم اهتمامك بالضرورة...ولكن يعنى بشكل ما أنك تهتم على طريقتك ، اهتمام صامت جداً من الخارج لكنه صاخب جداً من الداخل فى نفس الوقت....اهتمام مختلف جداً عن الآخرين من جهة....واهتمام بما يعنيك حقاً - فقط - من جهة أخرى....
لعل يومين مليئين بالأحداث المتضاربة بعيداً عن البيت يكون مستهلكاً للطاقة بهذا الشكل....البعد عن البيت الى مكان لست معتاداً عليه يسبب الملل ....العودة الى البيت بعد غربتك القصيرة هذه يسبب الملل أيضاً ! ..
- قبل الذهاب الى القاعة ...احاديث سياسية عقيمة...أهرب داخل رأسى...
- اثناء الذهاب الى القاعة ....سيارة من "الزفة " ترسل بأحد المارة الى الجحيم ...عفواً أقصد الى المستشفى....وأخرى تمتطى ظهر سيارة رياضية أخرى من " الزفة " أقصد ترتطم بها ارتطامة رومانسية جداً من الخلف...السيارة الاولى تذهب للجحيم بالطبع ولا تكمل "الزفة" فلا أحد يمزح مع السيارات الرياضية....كان هذا المطب اللعين كافياً لتحويلها الى قطار من السيارات المحطمة ويلون الطريق الكئيب اللون بدمائنا....بينما فزع الجميع ...لم تهتز منى شعرة رغم اننى كنت فى قلب المعركة ورأيت تفاصيلها تحدث بالتصوير البطىء بجوارى تماماً ....بل بدأ عقلى يفكر بكل هدوء (لماذا بحق السماء يوجد هذا الكم من المطبات العشوائية على طرق - من المفترض أنها - "سريعة") ....أعيش فى رأسى ولا أدرى لماذا أمتلك هذه البرودة تجاه مخاطر أن تسير على طرق مرورية فى مصرنا المحروسة ..
- اثناء الذهاب الى القاعة أيضاُ تعليق طريف من خالى عن الحقيقة وراء يوم الخميس...أعنى أن تكون الافراح معظمها يوم الخميس...وهو أن هذا الميعاد يناسب معظم الموظفين لانه يكون آخر الاسبوع ووراءه يوم اجازة...حقاً ! ظننت التفسير اصعب من ذلك !
- بعد الوصول الى القاعة بقليل...أحاديث سياسية عقيمة أخرى....أهرب الى داخل القاعة نفسها هذه المرة..
- أترحم على الايام التى كانت أغانى الافراح فيها تتحدث عن أشياء مفهومة ليس من ضمنها البانجو والحشيش و السيدات ال - احم - مش محترمات....رغم اننى كنت اكره هذه الاغانى ايضاً حينها ...لكن الامر أصبح الآن مجرد أن تحدث أكبر قدر من الضجيج ليس أكثر....عانيت من الصمم الجزئى لمدة نصف يوم...
- وسط هذا الجو من التحشيش الغنائى ورقص المهرجانات الجماعى...لم أجد أفضل من التحشيش الفكرى مع "عمونا" فيرناندو بيسوا....أخرجت الموبايل وفتحت كتاب "اللاطمئنينة" لأجد أول ما تقع عليه عينى هو هذه القطعة الفريدة : (( لا أعرف متعة تعادل متعة قراءة الكتب - وأقرأ القليل - الكتب هى تمثيلات للأحلام ومن يدخل فى حديث معها ليس بحاجة - مع سهولة العيش - الى تمثيلات . لم أتمكن قط من قراءة أى كتاب باستسلامى كلية له . دائماً مع كل خطوة ، يأتى التعليق من الذكاء أو الخيال على المقروء ليوقف تسلسل السرد . بعد دقائق أصبح أنا كاتب الكتاب . وما هو مكتوب فيه لا يغدو موجوداً فى أى كتاب . )) كأنه كان يقرؤنى تماماً فى هذه اللحظة ...ثم بعدها مباشرة أرضى طموحى التحشيشى والذهنى والعاطفى فى هذه الليلة الليلاء بالقطعة الفريدة التالية : (( نحن عبيد للزمن - مع عدم رغبتنا فى ذلك - ولألوانه وأشكاله ، رعايا للسماء وللأرض نحن . ومن يتقوقع فى ذاته منا ، مزدرياً ما يحيط به ، يكون وضعه النفسى مختلفاً عندما تمطر السماء عن وضعه حينما تكون صافية . انها تحولات غامضة تجرى داخل الاحساسات المجردة الأكثر حميمية وهى تتولد ، اما بسبب هطول المطر او بسبب انقطاع هطوله . وهى تحس بغير أن تحس لأن الاحساس بالزمن يعاش بدون أن يحس. كل واحد منا متعدد فى ذاته ، كل واحد عبارة عن أشخاص عديدين أو تمديد لهم ، لذلك فان من يحتقر المجتمع الذى يعيش فيه ليس هو نفسه بالذات من يبتهج أو يتألم من أجل نفس المجتمع ، فى المستوطنة الشاسعة لكينونتنا يوجد أناس متنوعو الاجناس ، يشعرون ويفكرون بطريقة مختلفة فى هذه اللحظة بالذات وأنا أكتب ، فى فاصل الاستراحة المشروع لهذا اليوم الخالى الا قليلا من الاشغال ، أنا من يكتب بتيقظ هذه الكلمات الانطباعية القليلة . أنا هو المبتهج بانعدام ما يدعو الى الشغل فى هذه اللحظة . أنا من ينظر الى السماء الموجودة فى الخارج هناك ، والمتعذر رؤيتها من هنا . أنا من يفكر فى هذا كله ، أنا من يحس بالجسد الفرحان وباليدين الباردتين برودة غامضة ، وكل عالمى الخاص المكون من أشخاص مختلفين متزاحمين فيما بينهم ، مثل جمهور متنوع ، لكن متراص ، هو ظل فريد لهذا الجسد الهادىء والكاتب الذى به انحنى واقفا أمام مكتب بورخيس العالى الذى أتيته باحثاً عن نشافتى المعارة . )) ...الله عليك يا عم فيرناندو انقذتنى فى هذه الليلة .
- فى طريق العودة من القاعة ...نصادف كمينى مرور...وحملة أمنية "كبسة" لضبط متهم....الظريف فى الامر انها المرة الاولى فى حياتى التى أخرج من دون بطاقتى الشخصية ولكن الحمد لله أن الحملة لم تكن عشوائية ....والمرة الاولى ايضا التى ارى "مخبرى" الشرطة بهذا القرب من قبل وهم يمسكون بأحدهم ...انهم الكائنات الأدنى فى سلسلة البشرية حقاً ....لماذا خلق الله المخبرين ؟!....دائماً تذكرنى كلمة مخبرين ...بالدولة الشمولية...بالاتحاد السوفييتى ...ب " الاخ الاكبر يراقبك " وعالم جورج اورويل الرهيب هذا ! انها ارتباطات شعورية وليست واقعية بالطبع فلا أدرى ان كان للاتحاد السوفييتى حقاً مخبرين مثلنا !
- بعد العودة ...أختم الليلة بفيلم ((البيه البواب))...أحب هذا الفيلم جداً....نصفه الأول بالذات...انه كمعظم الافلام التى تتحدث عن فترة حكم السادات بعد الحرب والانفتاح الاقتصادى وما الى ذلك ....حيث تصعد الطبقات الدنيا من قاع المجتمع الى القمة بطرق غير مشروعة خلقتها سياسة الانفتاح وتحتقر الطبقات الاعلى منها سواء كانت وسطى أو عليا بسبب حقد طبقى او صعود سريع يخلق شعور بالزهو وبانك اذكى حقاً من هؤلاء الاسياد المتبجحين...بينما تتآكل الطبقة الوسطى والبورجوازية المصرية بالتدريج ...أحمد زكى وفؤاد المهندس عملوا دورين عالميين....نهاية الفيلم هى نهاية متخلفة وحالمة تليق بفيلم مصرى أصيل....
هه...كفاية رغى بقى ...سلام :)

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

المعنى الحقيقى لأن تكون فى جنازة !

الساعة تقترب من الثانية صباحاً ....
كان هناك الكثير مما سأسرده واتحدث عنه....لكن كل شىء تبخر..

ارهاق ذهنى ...من كتاب نصف ممل وساعتين على الفيس بوك الكافى وحده لكى يصيبك بتخلف عقلى أكيد...
لم يعد الامر يحتمل التأجيل....
حسناً لنبدأ بالقول اننى كنت فى جنازة شخص ما اليوم....شخص ما من عائلتنا الكبيرة مترامية الاطراف فى هذه البلدة الصغيرة....طقس اجتماعى اصبح ابى يصر على اصطحابى معه اليه فى السنوات القليلة الفائتة ...يدعى أننى "كبرت" ويجب أن أحضر مثل هذه المناسبات وأتعرف على "الناس" حتى أنوب عنه فى يوم من الايام ....
أبى هو أحد "ديناموهات" العائلة بامتياز (نسبة الى دينامو) ...يعرف الجميع والجميع يعرفونه...لا توجد مناسبة الا ويحضرها ...ولا توجد مشكلة الا ويستدعى للمشاركة فى حلها ...هو بعيداً عن أى شىء مهووس بهذه الاجتماعيات حتى انه أنشأ جروب خاص للعائلة على الفيس بوك !
أبى هو شخص اجتماعى بامتياز....اجتماعى بشكل يغيظك أحياناً.....وأنا لسوء الحظ على العكس منه تماماً.
أنا التعريف الحقيقى لمصطلح ال "Anti-social"....شخص لا يشعر بأى متعة فى حضور مثل هذه التجمعات البشرية...أشعر أنه شىء فطرت عليه ....كنت حتى وقت قريب أخشى التجمعات البشرية فى حد ذاتها....
لماذا ؟ حسناً ماذا أقول....امممممم....
 - لا أجيد فن المجاملات والجمل الاجتماعية المحفوظة بانواعها المختلفة....
 - لا أجيد أبداً فتح حوار ما مع شخص لا أعرفه معرفة جيدة ......قد أحدثه عن الطقس وذلك سيكون من اسخف ما يكون...قد أحدثه عن الرياضة والاهلى والزمالك وما الى ذلك ، الا اننى توقفت والحمد لله عن متابعة مثل هذا الهراء منذ زمن طويل ولم اعد اشعر باى متعة فى الحديث عنه....قد أسأله كل دقيقتين عن حاله وصحته واولاده وما الى ذلك حتى يموت كلانا من الضجر...ماذا أيضاً ؟؟ لا أعرف ...هل أحكى له مثلاً آخر نكتة ! ....حسناً قد يستلطف بعضنا بعضاً ونبدأ فى "التأليس" على خلق الله من حولنا...بل قد يمتد الحوار ويعرف أنى طالب طب والحديث عن مأساة طالب الطب لا تنتهى بالقطع....الا أنى أرى أن كل ذلك لا يكفى لصنع هذه الرابطة المتوهمة ...كلانا يعرف أن كل منا يحاول مسايرة الآخر ليس الا...
حسناً اذا كان هذا ما تريدونه فسأعطيكم اياه ...عسى ان أصبح شخصاً صالحاً فى العائلة ...
- الأكثر جنوناً أننى منذ حوالى سنة أصبحت أضجر بسرعة مذهلة من اهتمامات الناس من حولى طالما انها لا توافق اهتماماتى خصوصا لو كانت سطحية بعض الشىء او تافهة.....حتى أن حقيقة أن معظم الناس الذين أعرفهم لا يجلسون فى أوقات فراغهم لمناقشة رسائل مونتسكيو أو آراء أرسطو ..أصبحت تمرضنى !
- انا لا أكره الناس لكننى لا أحب الرسميات...أنا شخص اجتماعى الى حد كبير على مستوى عائلتى الصغيرة ...ابى وامى....جدتى...عماتى...خالاتى ...حتى اننى اعشق جدتى الى درجة كبيرة واستمتع بالجلوس معها واعتقد اننى ساكتب تدوينة عنها فى يوما ما ....اطفال العائلة هم عشقى وأنا كذلك عشقهم الاول ولا فخر....ولكن يا لبؤسى حاولت نفى التهمة فاثبتها اكثر فمعظم علاقاتى البشرية الجيدة هى مع عجائز على حافة الحياة او اطفال صغار على الحافة الاخرى ايضا من الحياة ...ولكن لا اخجل من ذلك فيكفى اننى امتلك اشياء مشتركة مع اشخاص لا يفهمهم غيرى فى العائلة باسرها حتى ان البعض قد يحسدنى على ذلك !

حالما يخرج الامر عن هذه الدائرة العائلية الصغيرة ليشمل الدائرة الاكبر حيث ينتشر نظام العوائل أو القبائل فى قرى ومراكز الدلتا والصعيد فاننى اتوه تماماً ....حسناً لا أجيد ذلك...أجاريه مجبراً لكننى لا اعتقد أننى قد أكون جزءً منه فى يوم من الايام ...
من أجل خاطرك أبى فقط..أفعلها.
فى التجمعات المعتادة يقابلك السؤال اللزج "انت فين يا عم ،خلينا نشوفك" الذى لا يقل لزوجة عن السؤال الازلى "انت اتخصصت ولا لسه" ...اعتقد أن من يسأل مثل ذلك السؤال لا يهتم فعلاً بحضورك او عدمه او لا يعبر عن اشتياقه لرؤيتك بقدر ما يحاول اثبات انه اكثر اجتماعية منك ...وانك شخص مريض نفسى بشكل ما !
فى التجمعات المعتادة تقف بابتسامتك الصفراء لتسلم على عشرات الشخصيات التى تنسى اسمها بمجرد مرورها من امامك ولكن عليك ان تعرفها لأن ابيك يريد ذلك....حسناً انه يعرف ماذا يفعل "هكذا افكر"....يبدو اننى رجل العائلة القوى القادم "هكذا اهذى واضحك فى سرى"....
فى التجمعات المعتادة تقف العائلة لتباهى بشبابها ورجالها بين الامم بينما تحصى انت الدقائق وتتحسر على الوقت الضائع...

ربما كنت احمق ولا أدرك المغزى الكونى من هذه التجمعات الذى قد يكون واضحاً لكل ذى عينين مثل الترابط والتلاحم فى مواجهة مصاعب الحياة ومواجهة الاعداء !وما الى ذلك من الشعارات ...وان كنت اراه قد اصبح مجرد اداء واجب وشىء ثقيل على الكثيرين ...

وربما كنت آثماً قاطعاً لرحمه....لا يفهم ولا يطبق الهدى النبوى...وان مثل هذه التجمعات هى نوع من صلة الرحم..
وربما ...وربما...وربما....لا أعرف ...ولكن ما أعرفه..
اننى لست اجتماعياً على نطاق واسع بالضرورة...
واننى اكره الرسميات بشدة....
وان تدوينة اليوم هى من اسخف ما يكون !
_________________________________
اليومين القادمين قد اغيب بسبب الفرح الذى حدثتكم عنه امس...فقد للاعتذار لمن يتابعنى...ان كان يوجد...وان كنت اشك فى ذلك
الى لقاء ^_^

الاثنين، 2 سبتمبر 2013

البدلة الأولى دائماً أصعب ! D:

حدث اليوم أن سافرت لشراء بدلة ...
البدلة الاولى....أجل ...طُّقُس موسمي يقوم به ذكور البشر فى مرحلة ما من العمر ..
الاسباب ؟
لن اشغل بالى بتحليل الاسباب للبشر عامة لكي ينحشروا فى هذا الرداء ...
بالنسبة لي ...واقعى كطالب طب بائس يدخل السنة الخامسة فى هذا المعترك الدراسي والحياتي فى آن معاً ...يحتم عليه ان يظهر فى لجان الشفوي التي تزداد ضراوة بمرور السنين بهذا الزي الرسمي ...كما تحتم عليه وجاهته الاجتماعية "المفترضة" أن يظهر به فى المناسبات المختلفة ....
فى هذا الصدد بالذات يلح علي أبى منذ زمن طويل بفعلها...لكنى كنت دائما ما أؤجل الأمر .... لا أشعر أن الوقت مناسب....أو أدرك أن جسدي الهزيل لن يملأ هذا الرداء الخرافي القادم من عالم الاساطير الذى كنت دائما ما اتوجس خيفة منه وأشعر أنى سأبدو كالمعتوه بداخله ولن استطيع التأقلم معه ....الرجل يريد أن يفتخر بابنه الطبيب ...دائما ما أشعر بأنه يعتبرنى أكبر نجاح فى حياته...يهتم بشكلي وملابسي أكثر منى ...يهتم بتحقيق رغباتى...بل ويقترح علي رغبات اخرى لم تخطر ببالى !....أب رائع يتمنى أى شخص الحصول على أب مثله حتى ولو كان يعاملنى أحيانا كفاترينة عرض...الا أننى أدرك مشاعره وأقدرها ...
علاوة على ذلك أدرك أنى أحمل قدر غير بسيط من البلاهة والعته الاجتماعى ....ولا أستطيع أن أرسم هذه الصورة المتخيلة اللائقة بطبيب فى الأوساط الاجتماعية المختلفة ......أحس دائما أن الكون كله يدرك كيف يجب أن يبدو الطبيب أمام الناس الا أنا !!...وأتلقى التعليقات دائماً على قلة اهتمامى بمظهرى من أبى...من أمى ...من جدتى....من خالى....وأشعر أنى قد أتلقاها يوماً من عم أحمد بتاع الفراخ القاطن على ناصية الشارع !! ....كل الناس تدرك كيف يجب أن ابدو الا أنا !
للأسف أن عباقرة التنمية البشرية لم يخترعوا كتاباً حتى الآن يتحدث عن "  المختصر المفيد فى فن البرستيج " أو " كيف تبدو كطبيب فى عشر دقائق "...
السبب الآخر فى الاسراع بحدوث هذا الأمر ...ليس بالطبع أنىى قد بلغت الواحدة والعشرين فى يوليو الماضى....وليس أيضاً لأن هناك فرح هام على حضوره يوم الخميس القادم ....بل - صدق أو لا تصدق - استجابة لنداء داخلى ! D:
عندما يكون الانسان جالساً فى أمان الله ثم يأتيه هذا الهاتف الداخلى بأن الوقت قد حان ...بأن " أحمد عليك شراء البدلة الآن...أجل لقد حان الوقت ....فلترتقى الى مرتبة عليا من مراتب الذكورة...وتصبح ذكر انسانى بالغ مكتمل الذكورة والالاطة والبرستيج  يرتدى البذلة ويتهادى فى فخر " فليس على الانسان الا أن يستجيب D:
وبعد ملحمة أغريقية اشترك فيها أبى وخالى وجوز خالتى و...أنا بالطبع...استطعت اختيار البدلة المنتظرة ...كنت على موعد مع القدر واستجبت لندائى الداخلى D: ....والحق يقال تساقطت كل شكوكى عندما رأيت نفسى أرتديها للمرة الاولى امام المرآة فى محل الملابس ....ولم أعد أهاب ذلك الرداء الاسود الاسطورى ....
كان يوماً مليئاً بالتفاصيل الا أن ما لا استطيع نسيانه هو تعليق خالى الفكاهى على "تعليقاتى المحنتفة " على مقاس البدلة ومظهرها علي وكيف اريدها أن تبدو...تعليقات خرقاء تليق بشخص لم ير "بدلاً" من قبل فى حياته....
خالى : معلش انا عارف ان البدلة الاولى بتبقى صعبة ..
انا : نعم !!  ( ضحك هستيرى )

وفى النهاية اقتنعت برأيهم ....
وبأن البدلة الاولى دائما ما تكون أصعب D:

الأحد، 1 سبتمبر 2013

البدايات ...

أواجه مشكلة أبدية فى البدايات.....
كما أكره أن تكون بدايتى مملة....بل على العكس أريدها أن تكون جذابة الى أقصى درجة ولا أقل من ذلك...
لذلك أتردد كثيراً وتمضى الساعات وأنا أمام الورقة الخالية....
لا أسوأ من فكرة لا تستطيع التعبير عنها أو كلام لا يستطيع الخروج فى لحظات ولادة فكرية متعسرة....
كثيراً ما جلست أمام ورقة بدون أن احمل فكرة معينة...وكثيراً ما كانت النتيجة مبهرة !
أن يصبح ذلك فرض يومى ؟ ...لا أعرف....هل أنا قادر على ذلك بعد أم لا....
الكتابة شىء جميل ومبهر ... ولكنه بالفعل "ولادة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى....سواء كنت تحمل أفكاراً...أو لا تحمل....سواء أعجبك الجنين...أو لم يعجبك....سيكون عليك المرور بهذه الحالة المرهقة واللذيذة فى آن واحد معاً !
أنا نوع من الأشخاص لا يكتب غالباً الا فى حالات الشعور القصوى ....غضب شديد...أو حزن مقبض...أو اكتئاب بلغ حد الاختناق...لا أكتب غالباً فى حالات أقل من ذلك....ولو حدث فان كتاباتى لا تبلغ حد الروعة والكمال الا فى تلك الحالات فقط حيث تتدفق الافكار والمشاعر بلا نهاية ...
الكتابة اليومية ؟ ....لا اعرف....ولكن أتمنى حقا أن أنجح فى ذلك.....
أنا حتى لم أمتلك مدونة من قبل...أو قل لم أمتلك مدونة بالمعنى الحرفى للكلمة....فقط بضع كتابات متفرقة فى منتدىً كنت أدخله حيث يمتلك العضو فيه عند مرتبة معينة مدونته الخاصة والتى تكون مرتبطة بالمنتدى فقط....ولا يراها الا أعضاؤه....
حققت نجاح صغير هناك...لكننى لا أمتلك المثابرة.
أسعى أن يصير ذلك نمط حياة فى هذه الحوليات...فأنا لا أجد ذاتى الا عندما أكتب (أرجو التجاوز عن الابتذال الواضح فى الجملة السابقة :D ) ....وأعتقد أن معظمنا قد اختبر ذلك الشعور بوجود شىء ينقصه عندما توقف عن الكتابة لفترة طويلة....أو عجز عن الكتابة....
لا أستطيع التعبير عن أفكارى الا عندما أكتب...
لا أستطيع تحليل مشاعرى بدقة الا عندما أكتب...
لا أستطيع الخلاص من همومى العالقة الا عندما أكتب...
ولا أستطيع النوم أحياناً فى الليل الا عندما أكتب !
ولذلك فها أنا أكتب :D

أكتفى بذلك كمقدمة جيدة للتعارف ...وألقاكم فى الغد ^_^
ان شاء الله :)