الخميس، 12 سبتمبر 2013

أنقاض...

شىء محبط ان أقرب مكتبة عامة ليا على بعد ساعة كاملة بالمواصلات....الاكثر احباطا ان لما الدراسة تبدأ حتكون 3 ساعات مش ساعة واحدة بسبب دراستى القاهرية....
السعادة هى : "مكتبة عامة فى نطاق 1 كم من مقر سكنك "
وللأسف كنت برجع النهاردة الكتاب اللى لسه برضه مخلصتوش بقالى شهر على أمل لقاؤه فى وقت آخر بقى :( ...الكتب الكبيرة دى لازم تقعد معايا بالشهور ...بقرأ شوية وبعدين اقعد افكر شوية فى اللى قريته وبعدين ارجع اقرأ تانى وهكذا ....ده بالنسبالى اكتر متعة من انى اقرأ كتب مش مفيدة قوى او مملة فى فترة قصيرة.....
امل حياتى اخلص موسوعة ويل ديورانت....... وتفسير القرآن الكريم ....والبداية والنهاية لابن كثير....الحاجات دى ممكن تستغرق عمرى كله بس فعلاً عايز اقراهم ....
----------------------------------------
فى الطريق وانا ماشى شفت مدرسة الابتدائى اللى كنت فيها وانا صغير وهما بيهدوها....الصراحة مكنتش قادر احدد شعورى بالظبط....عشان مبقاش بكدب تقريباً مكنتش حاسس بحاجة عادى يعنى مدرسة زى اى مدرسة واكيد حيبنوا مكانها وانا دفنت مشاعرى من ناحيتها من زمان ...تقريباً رد فعل من مخى بسبب سوء الفترة دى من حياتى ...بس جه فى بالى اقول ياااااااااه ....الى مزبلة التاريخ يا أحقر مدرسة فى حياتى !! ....كانت اقرب الى معتقل نازى منها الى مدرسة....
خصوصاً أول 3 سنين اللى المفروض بيحددوا حياة الانسان بعد كده.....كانت عندنا "أبلة" حيزبونة ....بجد مش عارف اقول ايه غير انها كانت بتحيل حياتى الى جحيم - حرفياً - ....و كعادة معلمى التعليم الاساسى خصوصاً اول 3 سنين دول كانت هى اللى بتدينا كل حاجة...كل حاجة دى اللى هى كانت العربى والحساب يعنى....الدين كانت مُدرِّسة تانية كويسة الى حد ما....فالحيزبونة دى كانت بتلزقلنا طول النهار كل يوم تقريباً.....التعليم الابتدائى فى مصر بحد ذاته مأساة فما بالك عندما تصبح متلقى يومى للعقد النفسية للعديد من الاشخاص وانت فى مرحلة لا تستطيع فيها الدفاع عن نفسك بعد....
كنت اروح المدرسة كل يوم اتعرض لاضطهاد يومى من المُدرِّسة دى بسبب انى الطالب الوحيد اللى اهله مش راضيين يخلوه ياخد معاها درس واروح اتعرض لبهدلة تانية من أمى فى البيت بسبب انى خفت ارد عليها او خفت مش فاكر اعمل ايه كده....كان فى دايماً حاجة خفت اعملها فى المدرسة فأمى تزعقلى عليها.....لدرجة ان أمى فى يوم كتبتلى جواب عشان اديه للمُدرِّسة دى فيما معناه على ما اتذكر يعنى انها تعاملنى كويس وملهاش دعوة بيا او تنقلنى من التختة اللى انا فيها مش فاكر بالظبط....بس فاكر يوميها كنت قاعد فى التختة عمال افكر ازاى ادى الجواب للمدرسة ...ازاى يا رب....والمشكلة انى كنت فى سنة اولى ساعتها والسنة دى بالذات كنت قاعد جنب واد تخين برضه بيضطهدنى مش فاهم ليه تقريباً بسبب امتداد سلسلة الاضطهاد اللى كان اولها ابوه اللى كان فرَّاش المدرسة ومكنش راجل ظريف اوى برضه...أهو بجملة العقد النفسية اللى الواحد شافها ....المهم اتشجعت الى اقصى درجة والمُدرِّسة كانت مديانى ضهرها وبتكتب حاجة عالسبورة - تقريباً ده السبب اللى شجعنى - ورحت اديتلها الجواب....ووقفت انتظر الكارثة فى صمت ....فجأة المُدرِّسة وشها جاب ألوان واتعصبت والجواب طبعاً كان بيستغيث تحت قبضة ايديها اللى فعصته....ومش فاكر بعديها ايه اللى حصل بس فاكر انه لم يكن اروع ايام حياتى بالتأكيد.....
وهكذا كانت تمضى الايام ....بهدلة من المُدرِّسة وبهدلة من أمى....خناق بين أمى والمُدرِّسة ...وأنا اللى كنت بتفعص فى النص....تقريباً كل واحدة فيهم كانت واخداها مسألة كرامة.....تعدى على منطقة نفوذها اللى المفروض محدش يقربلها....بس محدش كان بيفكر فيا فعلياً.....والأكيد الأكيد...انها كانت برضه عقد نفسية عند الاتنين بيطلعوها على بعض وعليا....
وطبعاً مقدرش انسى الحاج شعبان ابو جلدة 504 ...كان بيدرسلنا علوم وبعدين بقى بيدرسلنا عربى !! فى سنة رابعة وخامسة.....كان راجل ظريف الى حد ما بس كان يعز الجلدة بتاعته دى اوى....وبيحب يجربها كتير فينا....
استاذ أحمد بتاع حصة الرسم كان أصلاً بيشتغل بتاع دش وريسيفرات !!....بس كان بيعرف يرسم الى حد كبير معرفش ازاى ممكن يكون خريج فنون جميلة بس اشتغل شغلانة تانية الله اعلم...المهم كان بيقضى الغرض يعنى....وده تشوفه تحس انه معقد نفسياً من قبل ما يتكلم أصلاً .....مرة ضربنى بالقلم عشان تقريباً اتخانقت مع بنت صغيرة كانت بنت مدرس فى المدرسة تقريباً او حاجة زى كده مش فاكر بالظبط....
أحلى حاجة بقى الاستاذ عادل بتاع الالعاب ...كان بيعمل بيزنس على قفانا بالحاجات الغريبة اللى كان بيبيعهالنا فى الكنتين....
كانت مدرسة ظريفة أوى :) .... تصلح فيلم كوميدى مأساوى من كلاسيكيات الكوميديا السوداء ...بس للاسف انها كانت حقيقية جداً....
المهم ان هذا التاريخ اصبح الآن أنقاض.....نظرياً على الأقل !




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق