الاثنين، 2 سبتمبر 2013

البدلة الأولى دائماً أصعب ! D:

حدث اليوم أن سافرت لشراء بدلة ...
البدلة الاولى....أجل ...طُّقُس موسمي يقوم به ذكور البشر فى مرحلة ما من العمر ..
الاسباب ؟
لن اشغل بالى بتحليل الاسباب للبشر عامة لكي ينحشروا فى هذا الرداء ...
بالنسبة لي ...واقعى كطالب طب بائس يدخل السنة الخامسة فى هذا المعترك الدراسي والحياتي فى آن معاً ...يحتم عليه ان يظهر فى لجان الشفوي التي تزداد ضراوة بمرور السنين بهذا الزي الرسمي ...كما تحتم عليه وجاهته الاجتماعية "المفترضة" أن يظهر به فى المناسبات المختلفة ....
فى هذا الصدد بالذات يلح علي أبى منذ زمن طويل بفعلها...لكنى كنت دائما ما أؤجل الأمر .... لا أشعر أن الوقت مناسب....أو أدرك أن جسدي الهزيل لن يملأ هذا الرداء الخرافي القادم من عالم الاساطير الذى كنت دائما ما اتوجس خيفة منه وأشعر أنى سأبدو كالمعتوه بداخله ولن استطيع التأقلم معه ....الرجل يريد أن يفتخر بابنه الطبيب ...دائما ما أشعر بأنه يعتبرنى أكبر نجاح فى حياته...يهتم بشكلي وملابسي أكثر منى ...يهتم بتحقيق رغباتى...بل ويقترح علي رغبات اخرى لم تخطر ببالى !....أب رائع يتمنى أى شخص الحصول على أب مثله حتى ولو كان يعاملنى أحيانا كفاترينة عرض...الا أننى أدرك مشاعره وأقدرها ...
علاوة على ذلك أدرك أنى أحمل قدر غير بسيط من البلاهة والعته الاجتماعى ....ولا أستطيع أن أرسم هذه الصورة المتخيلة اللائقة بطبيب فى الأوساط الاجتماعية المختلفة ......أحس دائما أن الكون كله يدرك كيف يجب أن يبدو الطبيب أمام الناس الا أنا !!...وأتلقى التعليقات دائماً على قلة اهتمامى بمظهرى من أبى...من أمى ...من جدتى....من خالى....وأشعر أنى قد أتلقاها يوماً من عم أحمد بتاع الفراخ القاطن على ناصية الشارع !! ....كل الناس تدرك كيف يجب أن ابدو الا أنا !
للأسف أن عباقرة التنمية البشرية لم يخترعوا كتاباً حتى الآن يتحدث عن "  المختصر المفيد فى فن البرستيج " أو " كيف تبدو كطبيب فى عشر دقائق "...
السبب الآخر فى الاسراع بحدوث هذا الأمر ...ليس بالطبع أنىى قد بلغت الواحدة والعشرين فى يوليو الماضى....وليس أيضاً لأن هناك فرح هام على حضوره يوم الخميس القادم ....بل - صدق أو لا تصدق - استجابة لنداء داخلى ! D:
عندما يكون الانسان جالساً فى أمان الله ثم يأتيه هذا الهاتف الداخلى بأن الوقت قد حان ...بأن " أحمد عليك شراء البدلة الآن...أجل لقد حان الوقت ....فلترتقى الى مرتبة عليا من مراتب الذكورة...وتصبح ذكر انسانى بالغ مكتمل الذكورة والالاطة والبرستيج  يرتدى البذلة ويتهادى فى فخر " فليس على الانسان الا أن يستجيب D:
وبعد ملحمة أغريقية اشترك فيها أبى وخالى وجوز خالتى و...أنا بالطبع...استطعت اختيار البدلة المنتظرة ...كنت على موعد مع القدر واستجبت لندائى الداخلى D: ....والحق يقال تساقطت كل شكوكى عندما رأيت نفسى أرتديها للمرة الاولى امام المرآة فى محل الملابس ....ولم أعد أهاب ذلك الرداء الاسود الاسطورى ....
كان يوماً مليئاً بالتفاصيل الا أن ما لا استطيع نسيانه هو تعليق خالى الفكاهى على "تعليقاتى المحنتفة " على مقاس البدلة ومظهرها علي وكيف اريدها أن تبدو...تعليقات خرقاء تليق بشخص لم ير "بدلاً" من قبل فى حياته....
خالى : معلش انا عارف ان البدلة الاولى بتبقى صعبة ..
انا : نعم !!  ( ضحك هستيرى )

وفى النهاية اقتنعت برأيهم ....
وبأن البدلة الاولى دائما ما تكون أصعب D:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق