الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

المعنى الحقيقى لأن تكون فى جنازة !

الساعة تقترب من الثانية صباحاً ....
كان هناك الكثير مما سأسرده واتحدث عنه....لكن كل شىء تبخر..

ارهاق ذهنى ...من كتاب نصف ممل وساعتين على الفيس بوك الكافى وحده لكى يصيبك بتخلف عقلى أكيد...
لم يعد الامر يحتمل التأجيل....
حسناً لنبدأ بالقول اننى كنت فى جنازة شخص ما اليوم....شخص ما من عائلتنا الكبيرة مترامية الاطراف فى هذه البلدة الصغيرة....طقس اجتماعى اصبح ابى يصر على اصطحابى معه اليه فى السنوات القليلة الفائتة ...يدعى أننى "كبرت" ويجب أن أحضر مثل هذه المناسبات وأتعرف على "الناس" حتى أنوب عنه فى يوم من الايام ....
أبى هو أحد "ديناموهات" العائلة بامتياز (نسبة الى دينامو) ...يعرف الجميع والجميع يعرفونه...لا توجد مناسبة الا ويحضرها ...ولا توجد مشكلة الا ويستدعى للمشاركة فى حلها ...هو بعيداً عن أى شىء مهووس بهذه الاجتماعيات حتى انه أنشأ جروب خاص للعائلة على الفيس بوك !
أبى هو شخص اجتماعى بامتياز....اجتماعى بشكل يغيظك أحياناً.....وأنا لسوء الحظ على العكس منه تماماً.
أنا التعريف الحقيقى لمصطلح ال "Anti-social"....شخص لا يشعر بأى متعة فى حضور مثل هذه التجمعات البشرية...أشعر أنه شىء فطرت عليه ....كنت حتى وقت قريب أخشى التجمعات البشرية فى حد ذاتها....
لماذا ؟ حسناً ماذا أقول....امممممم....
 - لا أجيد فن المجاملات والجمل الاجتماعية المحفوظة بانواعها المختلفة....
 - لا أجيد أبداً فتح حوار ما مع شخص لا أعرفه معرفة جيدة ......قد أحدثه عن الطقس وذلك سيكون من اسخف ما يكون...قد أحدثه عن الرياضة والاهلى والزمالك وما الى ذلك ، الا اننى توقفت والحمد لله عن متابعة مثل هذا الهراء منذ زمن طويل ولم اعد اشعر باى متعة فى الحديث عنه....قد أسأله كل دقيقتين عن حاله وصحته واولاده وما الى ذلك حتى يموت كلانا من الضجر...ماذا أيضاً ؟؟ لا أعرف ...هل أحكى له مثلاً آخر نكتة ! ....حسناً قد يستلطف بعضنا بعضاً ونبدأ فى "التأليس" على خلق الله من حولنا...بل قد يمتد الحوار ويعرف أنى طالب طب والحديث عن مأساة طالب الطب لا تنتهى بالقطع....الا أنى أرى أن كل ذلك لا يكفى لصنع هذه الرابطة المتوهمة ...كلانا يعرف أن كل منا يحاول مسايرة الآخر ليس الا...
حسناً اذا كان هذا ما تريدونه فسأعطيكم اياه ...عسى ان أصبح شخصاً صالحاً فى العائلة ...
- الأكثر جنوناً أننى منذ حوالى سنة أصبحت أضجر بسرعة مذهلة من اهتمامات الناس من حولى طالما انها لا توافق اهتماماتى خصوصا لو كانت سطحية بعض الشىء او تافهة.....حتى أن حقيقة أن معظم الناس الذين أعرفهم لا يجلسون فى أوقات فراغهم لمناقشة رسائل مونتسكيو أو آراء أرسطو ..أصبحت تمرضنى !
- انا لا أكره الناس لكننى لا أحب الرسميات...أنا شخص اجتماعى الى حد كبير على مستوى عائلتى الصغيرة ...ابى وامى....جدتى...عماتى...خالاتى ...حتى اننى اعشق جدتى الى درجة كبيرة واستمتع بالجلوس معها واعتقد اننى ساكتب تدوينة عنها فى يوما ما ....اطفال العائلة هم عشقى وأنا كذلك عشقهم الاول ولا فخر....ولكن يا لبؤسى حاولت نفى التهمة فاثبتها اكثر فمعظم علاقاتى البشرية الجيدة هى مع عجائز على حافة الحياة او اطفال صغار على الحافة الاخرى ايضا من الحياة ...ولكن لا اخجل من ذلك فيكفى اننى امتلك اشياء مشتركة مع اشخاص لا يفهمهم غيرى فى العائلة باسرها حتى ان البعض قد يحسدنى على ذلك !

حالما يخرج الامر عن هذه الدائرة العائلية الصغيرة ليشمل الدائرة الاكبر حيث ينتشر نظام العوائل أو القبائل فى قرى ومراكز الدلتا والصعيد فاننى اتوه تماماً ....حسناً لا أجيد ذلك...أجاريه مجبراً لكننى لا اعتقد أننى قد أكون جزءً منه فى يوم من الايام ...
من أجل خاطرك أبى فقط..أفعلها.
فى التجمعات المعتادة يقابلك السؤال اللزج "انت فين يا عم ،خلينا نشوفك" الذى لا يقل لزوجة عن السؤال الازلى "انت اتخصصت ولا لسه" ...اعتقد أن من يسأل مثل ذلك السؤال لا يهتم فعلاً بحضورك او عدمه او لا يعبر عن اشتياقه لرؤيتك بقدر ما يحاول اثبات انه اكثر اجتماعية منك ...وانك شخص مريض نفسى بشكل ما !
فى التجمعات المعتادة تقف بابتسامتك الصفراء لتسلم على عشرات الشخصيات التى تنسى اسمها بمجرد مرورها من امامك ولكن عليك ان تعرفها لأن ابيك يريد ذلك....حسناً انه يعرف ماذا يفعل "هكذا افكر"....يبدو اننى رجل العائلة القوى القادم "هكذا اهذى واضحك فى سرى"....
فى التجمعات المعتادة تقف العائلة لتباهى بشبابها ورجالها بين الامم بينما تحصى انت الدقائق وتتحسر على الوقت الضائع...

ربما كنت احمق ولا أدرك المغزى الكونى من هذه التجمعات الذى قد يكون واضحاً لكل ذى عينين مثل الترابط والتلاحم فى مواجهة مصاعب الحياة ومواجهة الاعداء !وما الى ذلك من الشعارات ...وان كنت اراه قد اصبح مجرد اداء واجب وشىء ثقيل على الكثيرين ...

وربما كنت آثماً قاطعاً لرحمه....لا يفهم ولا يطبق الهدى النبوى...وان مثل هذه التجمعات هى نوع من صلة الرحم..
وربما ...وربما...وربما....لا أعرف ...ولكن ما أعرفه..
اننى لست اجتماعياً على نطاق واسع بالضرورة...
واننى اكره الرسميات بشدة....
وان تدوينة اليوم هى من اسخف ما يكون !
_________________________________
اليومين القادمين قد اغيب بسبب الفرح الذى حدثتكم عنه امس...فقد للاعتذار لمن يتابعنى...ان كان يوجد...وان كنت اشك فى ذلك
الى لقاء ^_^

هناك تعليقان (2):

  1. أولا تحياتى, ثانيا بالنسبة لمشكلة الإنطوائية أو ال Anti-social فاحنا بس فى مصر اللى شايفنها مشكلة وان الشخص الى مش بيحب يختلط بالناس بيبقى غريب مع ان دة عادى مش لازم كل الناس تبقى زى بعض, فى دول كتير جدا بيبقى الشعب كلة تقريبا إنطوائى أو ملوش فى الإجتماعيات, مسألة ثقافة مش اكتر

    ردحذف
  2. يا هلا يا هلا بالضيوف D:
    لا عادى انا معتش باتضايق حتى التعليقات اللزجة بقيت بعديها D:

    ردحذف