الاثنين، 9 سبتمبر 2013

الادراك الرائع بالا تكون مدركاً !!

الغرق فى اللاشعور اللامبالى الممزوج بقدر كبير من الملل ، حالة تدفعك لاحتقار انسانيتك وادراكك لكينونتك فى ذلك الكون الشاسع .....فماذا لو كنت نملة بائسة تجر ورقة شجر جافة فى اباء وصمت قبل ان يتم سحقك بواسطة انسان لا مبالى يشعر بالملل جالساً الى جوار مساراتك التى صنعتها بمهارة شديدة  - حباك اياها الله - فقط لأنه أراد ذلك ...اوكنت بِطْريق أحمق يستمتع بالجلوس على الجليد تحت اشعة شمس القطب الشمالى ممارساً هوايته المفضلة فى "الانتخة" او مطاردة اناث وذكور البطاريق الاخرى قبل ان يضربك نيزك رهيب أتى من اللامكان فقط ليضربك انت بالذات ....
اعترف أن ذلك كان ليكون رائعاً أن تكون نملة أو بِطْريق يلهو غير مدرك لذاته ولكينونته او للعالم من حوله وهو لذلك لا يشعر بالملل من فقدان الهدف او المعنى او من فرط الابتذال من حوله ....هو فقط كائن بسيط يخضع لثنائية المثير والاستجابة فى شكلها البسيط بعيداً عن تعقيدات البشرية ....
وجوده لا يعنى شىء ..وهو يعنى فقط العيش كيفما اتفق...وغيابه لن يعنى شىء أيضاُ فهناك الكثير مثله ولن يحزن الكثير لفقده....ولن يشعر هو بالاسى على نفسه فاحساساته ابسط من ذلك بكثير ....
الشعور هو شىء فريد يبلغ اقصاه فى الاحلام حيث يقف اللاوعى عارياً معبراً عن نفسه بكل قوة وصدق ...دون تثبيطات الوعى الواعى فى حياة اليقظة المليئة باحباطات و اختلاط غير منتظم لمشاعر كثيرة مضطربة وابتذال يغزو العالم باستمرار....ولذلك أحب الاحلام....اقوى قصص حبى عشتها فى الاحلام....اقصى حالات حزنى بلغتها هناك....لم اشعر بالرعب سوى فى لامعقولية الكوابيس التى تحبس الانفاس.....اكاد لا اشعر حقاً الا فى الاحلام !!
ولكن هل تحلم الحيوانات حقاً....هل تمتلك الحيوانات مشاعر....هل تدرك ذاتها وكينونتها....
هناك تجارب تثبت ان الحيوانات تحلم....
وهناك تجارب اخرى ايضاً تثبت انها تشعر...بل وتمتلك ايضاً احساسات فائقة لا نملكها نحن مثل التنبؤ بالكوارث....
لكن السؤال هنا هل تشعر الحيوانات بالملل....هل تشعر الحيوانات باللامعنى وفقدان الهدف....اعتقد ان ذلك غير ممكن لان عقلها ابسط من ذلك بكثير .....لانها لا تملك ذلك الشعور بالذات والكينونة فى هذا الكون....فوجودها يستوى مع عدم وجودها ...ولا تحسن هى التفريق الواضح بين الوجود وعدم الوجود ....او هكذا أظن ...
مازلت احلم أن يمنح الانسان الفرصة بأن يعيش فترة ما كنملة دؤوبة ...او بِطْريق ساذج ...حتى يتخلص الانسان من بعض همومه ....ويدرك ذلك الادراك الرائع بألا تكون مدركاً !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق