الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

ذهاب

كل شىء يدور...أنت انت....لماذا أنت....أنت لا شىء...
نقطة سوداء....كل ما أستطيع التفكير فيه هو نقطة سوداء تتسع باستمرار
البكاء فى المطبخ مستنداً إلى الحوض...بينما تنتظر غليان الشاى...هذا البكاء البائس الذى لا معنى له
التكور على كرسى الصالة أو على السرير رغم أنك لا تشعر بالبرد ..
العدو....العدو...العدو....الجلوس على الرصيف....تفحص أوجه الناس فى المواصلات ....فى المستشفى....فى الشارع....هذا الخوف...هذا الشرود....هذا الارتباك والبؤس....الخوف من ان لا يحبنا الآخرون....الخوف من الخذلان....الخوف من الفقدان....الوحدة والوحدة والوحدة....
التكور فى وضع السجود على الأرض فى هذه الغرفة المظلمة ....كمريض أغشية القلب الملتهبة.....هذه النار فى الصدر....هذا الثقل ....الرأس المثقل بكل شىء و المحنى الآن على الأرض لا تستطيع رفعه....تذرف دمعات
تُسود العديد من الاوارق بأفكارك الملتهبة ....تعدو الى المطبخ سريعا ثانية....تشعل النار وتطعمها الورق....تطعمها ذاتك....ياللراحة ! ...شىء لم تتوقعه ...أليس كذلك
..تمتلىء الشقة بالدخان...تفتح النوافذ سريعاً....وتشعل المروحة.....الخوف من أن يشم  الآخرون الرائحة....رائحة احتراقك !

لم يقل أحد أن ذلك سيكون سهلاً...
لكنهم قالوا ألا يجب أن تكون وحدك,,
"وحدك"....ما معنى وحدك ......هل سبق أن كنت فى حالة أخرى حتى تستطيع تعريف كلمة وحدك.

أمسكت بالتليفون ....طلبت الرقم ...ورن الجرس مطولا
- فى الخامسة ؟
- فى الخامسة.

الخميس، 18 ديسمبر 2014

Hurt !





I hurt myself today 
To see if I still feel 
I focus on the pain 
The only thing that's real 
The needle tears a hole
The old familiar sting 
Try to kill it all away 
But I remember everything 


What have I become 
My sweetest friend 
Everyone I know goes away 
In the end 
And you could have it all 
My empire of dirt 
I will let you down 
I will make you hurt 

"you stay the hell away from me ,you hear?!"

I wear this crown of thorns 
Upon my liar's chair 
Full of broken thoughts 
I cannot repair 
Beneath the stains of time 
The feelings disappear 
You are someone else 
I am still right here 


What have I become 
My sweetest friend 
Everyone I know goes away 
In the end 
And you could have it all 
My empire of dirt 
I will let you down 
I will make you hurt 

If I could start again 
A million miles away 
I would keep myself 
I would find a way

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

Make the world go away....


Make the world go away
And get it off my shoulders
Say the things you used to say
And make the world go away


Do you remember when you loved me
Before the world took me astray?
If you do, then forgive me
And make the world go away


Make the world go away
And get it off my shoulders
Say the things you used to say
And make the world go away


I'm sorry if I hurt you
I'll make it up day by day
Just say you love me like you used to
And make the world go away


Make the world go away
And get it off my shoulders
Say the things you used to say
And make the world go away

Say the things you used to say
And make the world go away

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

ذهان ما قبل الامتحان - pre-exam psychosis




ملحوظة : تم كتابة هذه التدوينة فى الفترة ما بين 8-8 و 12-9-2014 (كتابة بأثر رجعى !!)

"1"
 باقى من الزمن 36 يوما
لا تجعلينى انزلق الى تفاصيلك البشرية فلنكتفى بالخيال....فلنكتفى بالصورة التى صنعها خيالنا ....
لكى يظل بداخلك ذلك الشعور الجميل بحب شىء مثالى لم تستطيع الحصول عليه أبدا....
وانك حالما تحصل عليه لن يعود كالسابق ابدا....

"2"
 باقى من الزمن 33 يوما
والمشكلة أنك أصبحت مضطرا لتفسير البديهيات أو قواعد الحياة البسيطة .....بل والاتيان بدليل على ذلك......سأم.

"3"
باقى من الزمن 31 يوماً
الجحيم أن نصبح نسخة أخرى ممن نكرههم

"4"
 باقى من الزمن 28 يوما
تشتاق بشدة لذلك لكنك تحاول كبح نفسك...تأتى فرصة عرضية فتتدفق ثم تتذكر ثانية فتتوقف...التفاصيل البشرية خطر....انها ليست لك....
العجيب ان ترى تلك الشخصية القوية التى كنت معجبا بها....وهى تتعثر فى شباك العشق وهى ضعيفة وعادية للغاية....تسترق النظرات وتختلق الاحاديث ....وتتظاهر بالتماسك بشكل مفضوح بينما تشتعل من الداخل....انت تحبين أيضا !
لماذا على ذلك أن يكون صعبا للغاية هكذا....
علينا أن نتوقف ونتظاهر بالقوة و ألا ننجرف وأن نتألم لأننا لسنا متأكدين بعد .....علينا أن نبدو عاديين ونتحدث بحرص وبلامبالاة مصطنعة بينما ترتفع ايادينا الاف المرات الى رؤوسنا والى اذاننا وانوفنا لتغطى على توترنا ولتشى بكذبنا....وتزيغ اعيننا وتفلت منا ضحكات بلهاء وانصاف ابتسامات متشنجة ....وأن نتلعثم فى الكلام الذى اعددناه وكررناه داخل رؤوسنا آلاف المرات ثم لا ينى يخرج مفككا وأخرقا مع ذلك ....

 "5"
 باقى من الزمن 26 يوما
انا تعبان جدا ومحتاج اتكلم مع حد...
امسك نفسك زى عادتك....كمل جميلك بقى
-        مينفعش تكلمها !
"اوعى تعامل حد على اساس انه عبيط او مش فاهم خصوصا لو كان بنت"
حموت واكلمها !
-        بتحبها ؟ حتتجوزها ؟
معرفش
-        يبقى خلاص اقعد ساكت وشيل شيلتك وامشى بيها لوحدك
حاسس انى بكبر عشرات السنين فجأة ...
"امنحنا القوة للاستمرار..."

"6'
 باقى من الزمن اسبوعان
تحتضن الخواء....متعب حد البكاء....تصارع افكارك....وتهرب الى عوالم وهمية....تتغيب بالسطور والصور....بحكايات الآخرين...ومعاناتهم.....لتهرب من أفكارك الخاصة.
تقرأ وتقرأ وتقرأ الى مالا نهاية....تمتزج افكارك بافكار ابطال الحكايات ....تمتزج دموعك بدموع البائسين فى الافلام.....ثم تخرج لترتدى بؤسك الخاص....
تتقمص وتتقمص وتتقمص....لابد لك من التقمص....ما أضيق العيش بدون التقمص....بدون التظاهر بأنك تعيش حياة أخرى من وقت لآخر.....بدون التظاهر بأن الحياة تأتى بمؤثرات صوتية وبصرية....تضفى على البؤس طابعا شاعريا ....وتجعله مستساغا للبائسين....من لا يتقمص هو شخص روحه ميتة حتما....هو شخص محبوس داخل تفاصيل بؤسه حتى توقف عن التفكير فى أى شىء آخر ....هو ذلك الشخص الغاضب الذى لا يتوقف عن اللعن والسب او هو  ذلك الشخص الصامت المهزوم المحدق الذى يركب بجوارك فى المواصلات...او تراه مارا فى الشارع لا يدرى اين كان ولا الى اين هو ذاهب ولا ما الذى اوصله الى هذه الحالة....لأنه لا يتقمص فهو متغيب دوما....لابد للروح والجسد من راحة....لابد من فاصل للادعاء بأن الحياة ليست ما هى عليه  !!

"7"
 باقى من الزمن عشرة ايام
الضوء الأصفر الضعيف يضىء الممر القصير بين الغرفة والصالة ....أزيز موتور التلاجة  الرتيب  يضفى بعدا كئيبا للمشهد....الجميع نائم ....الصمت لا يقطعه سوى خطوات بطيئة تتمشى فى الممر....

"8"
 باقى من الزمن اربعة ايام
سأموت و أتكلم ....إذن مت ولا تتكلم.
التعامل مع نوبة من نوبات الاشتياق أسهل من التعامل مع تدمير شخص آخر

"9"
 باقى من الزمن ثلاثة ايام
مسحة برد ....رائحة حرق قش الأرز العالقة فى رطوبة سبتمبر...
هذه الرعدة التى تسرى فيك.....فتجرى لتتدفىء بأشعة الأصيل...
هذه الشمس التى تصبح باردة أكثر فأكثر ...يوما بعد يوم ....
تأخذ أنفاسا عميقة.....وتتنهد

"10"
 باقى من الزمن ثلاثة ايام
لذة الالم في انك تدوس علي نفسك بالجزمة وتستحمل ....قوة احتمال خوازيق الحياة فى صمت....
 لذة عجيبة....كئيبة....مثيرة للأسى ....
قوة استكانة.....لكنها قوة على كل حال
لما تستلذ بالألم بتدمنه....وتندفع ليه كمان ....عدد الندبات اللى بيسيبها فيك بتصبح هى مصدر الفخر الوحيد فى حياتك....
تاريخ كل خازوق قدرت تتغلب عليه وتعديه....بيسيب ذكرى وسخة جواك....مش بتتخطاها كل اللى بتعمله انك بتدفنها زى ما دفنتها اول مرة عشان تقدر تعدى.....كل ما تطلع للسطح تدفنها تانى.....بس بعد ما تكون عشت تفاصيل المأساة تانى فى خيالك

 "11"
 باقى من الزمن يومان
الحسد....(مشهد ختامى فى فيلم enemy at the gates )
______________________
أنا كنت أحمق يا صديقى
الرجل هو الرجل دائماً
لن يتغير
حاولنا بشده أن نصنع مجتمع
متساوى
فلا يوجد ما تحسد عليه جارك
لكن هناك دائما ما نحسده
...الفرحه
...الصداقه
شىء لا تملكه و تريد الإستيلاء
عليه
فى هذا العالم, حتى العالم
السوفيتى
سيكون هناك غنى وفقير دائما
أغنياء بالمواهب
فقراء فى المواهب
أغنياء بالحب
فقراء فى الحب
كم من مرات كثيرة تمسك بنفسك متلبسا بالحسد....أو حمل الكراهية والأفكار السوداء نحو آخرين.....تحتقر نفسك لأنك تملك مثل هذه المشاعر وتندهش منها....تحاول دفن هذه المشاعر بالهروب بعيدا عن هذا الشخص نفسه ....حتى لا تشتعل بداخلك مثل هذه المشاعر.....بعدم رؤيته أو التفكير فيه....وكأنك تهرب من شيطانك الخاص....الذى سيظل دائما جزءا منك لا تستطيع التخلص منه.....وكل ما تستطيعه هو الهرب .....هذا الجزء الأسود بداخلك ....هذا الشخص الآخر الذى تراه محنيا رأسه بعض الشىء ناظرا إليك من زاوية عينيه ...كاشفا اسنانه عن ابتسامة شيطانية فاترة....هذا الشخص الذى تقترب منه لتجده أنت !!

"تمت"

السبت، 28 يونيو 2014

Que sera sera !

ملحوظة : كتبت هذه التدوينة ما بين 13\5 و 28\6 \2014 "كتابة بأثر رجعى !"



        الوقوف عند عتبات الزمن على مفترق طرق...التفكير الطويل فيما يجب فعله.....لحظات اتخاذ القرار.....المعاناة فى طريق طويل لن تعرف مدى صحته الا فى النهاية.....محاولة التماسك على مدى طول هذا الطريق....محاولة دفع نفسك الى أقصى طاقات احتمالك عند كل عقبة.....التفاؤل عمداً ورغماً عنك لأنك لا تملك حفاً خيار آخر ....لا تملك رفاهية الاكتئاب أو الشعور بالتعب أو اليأس...لا تملك رفاهية التوقف على الاطلاق...
القصة المكررة ....ولكنها قصتك هذه المرة ....وليست قصة شخص آخر....وذلك يبدو أصعب بكثير مما بدا عليه من بعيد ذات يوم....
                                   _______________________
عند الثانية عشر ظهراً تغنى Doris Day  بصوت عدمى شبه هامس  Que sera seraعلى خلفية من أصوات كثيفة لاطلاق القنابل المسيلة للدموع فى شارع الجامعة الضيق فى مشهد عبثى شبه اسبوعى ...بينما تجلس فى غرفتك التى تطل على المشهد من بعيد....ممداً على السرير ومحدقاً فى الفراغ....تفكر فيما ستفعل....
وتفكر فى حتمية وجود شاب آخر مثلك فى غرفة قريبة ...يجلس ممداً ومفكراً فى هذا الواقع السخيف....ولا يشغل باله سوى فكرة واحدة هى كيف يهرب من هذا الجحيم....كيف يمكنه  أن يذهب الى مكان بحيث بامكانه أن يغدو إنساناً ...أن يغدو مفيداً....أن يغدو أى شىء آخر غير تقليدية الواقع المقيتة التى تنتظره ...مضافاً اليها مجموعة جديدة من "الخوازيق" الهائلة التى لم تخطر ببال أى جيل سابق من قبل....
ومفكراً بشكل أساسى فى هذه المعضلة الحمقاء الصغيرة كأى شاب فى سنك....هذه الألف وربعمائة جنيه أو البضعة آلاف التى تعطلك عن بداية تنفيذ خطتك !! كيف تستطيع أن تتدبرها....كيف يمكن أن تملك المشاعر الكافية لتطلبها من والدك – أنت الشاب اليافع ذو الاثنين وعشرين خريفاً! – فى ظل هذه المصاريف المتلاحقة لدراستك والتى لم تنتهى بعد ....فى ظل أيام التقشف "الغبراء" التى تنتظر الجميع....فى ظل سخافة دعوات شد الحزام الحمقاء....فى ظل كل شىء وكل شخص حقير ينتظرنا....
لقد كنت تعلم  أن هذه اللحظات ستأتى فى يوم ما ...ولكن :
هل تعمل ؟.....ودراستك ؟!
هل تدرس فقط ؟ ....ولكن ماذا عن احتياجاتك المالية الزائدة عن الحد؟
هل تفعل كليهما ؟! ....ولكن ذلك يبدو انتحارا فى الوقت الحالى مع قرب الامتحانات
ولكن ذلك لا مفر منه فى العام القادم وستتزايد الضغوط عليك...
التفكير المتواصل يقيدك ....

                       _________________________________
هل تعرف ذلك الشعور بأن العالم يتجه باضطراد دائماً نحو الأسوأ .....أننا نهاية التاريخ وأننا نتجه نحو نهاية العالم....أن الإيمان بأن الأمور يمكن أن تتحسن هو من قبيل الحماقة وأن من طبائع الأمور أنها ستزداد سوءاً باستمرار حتى النهاية.... هذا الشعور وما يخلفه فيك من رغبة فى الجرى فى جميع الاتجاهات كفأر مذعور...محاولة فعل أى شىء....محاولة الاستعداد للنهاية القادمة بأى شكل .....فلا تحسن فعل شىء....أن يتم استنزافك دون أن تفعل شىء حقاً ...الخوف من أن يتم إجبارك فى النهاية على السير فى الطريق الذى رفضته منذ البداية...أن يكون ذلك قدرك...ألأ تكون قادراً على فعل أى شىء !!
                         ________________________________
مذهل هو الواقع.....ومذهل هو الانسان....
لو أن شخصاً أخذ يكلمنى لساعات عن الفقر والمشاكل الاقتصادية ما كنت لأشعر بنفس ما شعرت به من أن شخص حلمه يتوقف على ألف أو بضعة آلاف من الجنيهات بينما شخص آخر يقوم بدفع هذا المبلغ فى  زيارة للسوبر ماركت أو فى شراء احتياجاته المعتادة....فما بالك بأشخاص تتوقف أحلامهم على مئات أو عشرات من الجنيهات....
أى ابتذال هذا الذى أصبحت أغوص فيه ...التحدث كشخص فقير !!
أن يصبح المال عامل جديد ومهم فى  معادلة حياتى اليومية .....لماذا أتحدث وكأنى أكتشف للمرة الأولى أن التعاملات بين الناس تجرى بالنقود....وأن المال وسيلة مهمة وسخيفة جداً فى حياة الناس ...
ألهذا الحد كنت تعيش داخل رأسك !!
                                   _________________________-
لماذا يبدو التوقف لثانية والتفكر فى معنى الأشياء يبدو كجريمة أو اشارة على الضعف فى مجتمعنا !
لماذا يكون الرفض طفولية .....وعدم الانسحاق فشل أو ضعف أو تمرد مذموم !
هل هى رحلة تعلم أم رحلة انسحاق .....أنطمة التعليم السخيفة من جهة التى تسحقك حرفيا منذ نعومة أظافرك قبل حتى أن تكون واعياً لما يحدث لك ... والآن هذه الرحلة اللاهثة بحثا عن المال التى عليك أن تبدأها والتى تسحقك دون أن تدرى و أنت تلهث ظنا أن ذلك سوف يجعلك فى وضع أفضل  أو بسبب حاجتك الماسة فى رحلتك التعليمية الصعبة....
كيف تتعلم دون أن تنسحق....بل كيف تعيش دون أن تنسحق فى هذا البلد أو فى أى مكان ؟!
هل هو تعب من أجل أشياء نرفضها فقط لنعيش....أم هو تعب من أجل مبادئنا و أحلامنا ....أين هى الحدود الفاصلة ...أين تبدأ الحقيقة وأين تنتهى....هل الاول ممكن بشكل مؤقت ....هل الثانى ممكن أصلا !!!
لا أريد أن أكون منسحقا كجيل الآباء الذى تعذب كثيراً .......
كيف ؟!!!
                          __________________________
أنت قوى ولا تحتاج لأحد .....ولا شىء يستطيع أن يحبطك أو يضايقك ....
استمر فى إخبار نفسك بذلك حتى تنهار !
ثم كرر الكرَّة من جديد .... باستمرار!
حذائك الممزق الذى اشتريته منذ ثلاثة شهور فقط وأنت مجبر الآن للسير به ولا تستطيع تغييره لمدة قد تطول....
تليفونك الذى تحول الى قطعة من الخردة ولا تستطيع أن تصلحه لأنك لا تملك المال فاقداً وسيلة اتصالك مع العالم الخارجى.....
ملابسك القذرة التى لا تستطيع غسلها.....لعدم قدرتك على العودة لمنزلك
محاولتك الاقتصاد فى المال....وتدبر شؤونك اليومية والاقتطاع من هنا وهناك....محاولة عدم الوقوع فريسة لاحباط  النفقات المفاجئة ...تحمل صديقك المتأخر فى دفع المال المستحق عليه...وتحمل حماقاته اليومية أيضاً...
هذه الهموم الصباحية الساذجة ، هذه الاشياء اليومية التافهة هى قمة جبل الجليد لأشياء أكبر وأكبر توفر لها قوتك....كضغوط الدراسة ومستقبلك الوظيفى المبهم....تفكيرك فى العمل بجانب الدراسة ....تفكيرك فى السفر وتجهيزاته الضخمة  وطريقه الطويل  الصعب وتكاليفه....
كل ذلك لم يعد ينال منك بعد ممارسة وتدريب طويل....انما ما ينال منك يا صديقى هو شىء يأكلك من الداخل...شىء يضعف مناعتك....كمريض الايدز الذى يمكن أن يقتله فيروس البرد العادى ....فما بالك بكل هذا....
انما مرضك هو الاشتياق والسأم...
هو ذلك الضيق الذى يتراكم يوماً بعد يوم وتحاول كبحه لتستطيع النوم...
الاشتياق لأهلك ....نقطة الارتكاز الوحيدة لك فى هذا الكون ...التى سترغب دائماً فى العودة لها كلما ضاق بك الحال...هذا ما تعلمه لك الغربة فى 5 سنين...
الاشتياق لها !!! أنت لا تعلم من هى ....لكنك تكتشف أنك تركب هذه المشاعر على أى فتاة تنجذب لها ولو قليلاً بسهولة...انه شىء يشبه حاجة آدم إلى حواء "وهو فى الجنة ! " .....فما بالك بهذا الجحيم الأرضى...
انها الحاجة الماسة للاحتضان....الحاجة الماسة للبكاء...
أن تأتيها قائلاً أنا متعب للغاية ....فتحتضنك دون كلام !!
انه شعور جارف لا تفهمه....وتوفر جزء كبير من قوتك لكبحه باستمرار....لأنك لا تستطيع الحصول عليه الآن بأى شكل من الأشكال !
لابد أن توفر جزء أيضاً من قوتك لكبح خيباتك اليومية الصغيرة وتساؤلاتك الغير مفهومة....أصدقاء خذلوك....أو اصدقاء خذلتهم ! .....أقارب تخلوا عنك....أوآخرين ظنوا أنك تخليت عنهم.....أشياء تافهة أخرى مثل " لقد مرت بجانبى اليوم ولم تعرنى اهتماماً " ..أو " ترى فى ماذا تفكر " ..أو " هل يجب أن أكلمها أم لا يجب أن أبدأ هذا الطريق من جديد " ..." هل هذا لائق أن أسأل عن أحوالها  أو أهنئها بشىء ، أم قد يفسر ذلك تفسيرات اخرى " ....
كل هذا الهراء الذى لا تفهم لماذا تفعله وقد قررت كبح مشاعرك حتى لا تجرح نفسك أو تجرح شخص آخر من جديد...أو أن ما تريده لا يمكن توفيره فى الوقت الحالى ...ولست مستعداً بعد لشىء جاد....لكن عقلك يستمر فى الدوران والدوران مخلفاً تلك الخيبات اليومية الصعيرة الحمقاء.
جزء آخر من قوتك محجوز لكبح السأم ....السأم من السياسة....والسأم من الدين...والسأم من الحياة والعالم بشكل عام...
لا أعرف ولكنى أشعر حقاً أننى أسير بخطوات حثيثة نحو الانسحاق دون أن أدرى !
تستمر فى اخبار نفسك أنك قوى ....وتحاول عيش الحياة بهذا التفاؤل المتعمد
تستمر فى اخبار نفسك أنك قوى...حتى تنهار
ثم تكرر الدورة من جديد!
                           _________________________
لماذا انقطع الخط فى هذا اليوم.....
ولماذا لم تعاود الاتصال....
كنت أريد أن أحكى الكثير يا أمى !