الجمعة، 17 أبريل 2015

إلى صديقة 3




أحببتك أيتها الحمقاء ... أحببتك مرة...أحببتك حتى الهوس ، والاستيقاظ من أعماق نومى ، وفى ظلمة الليالى ... فقط من أجل الحديث معك ....
انتهى ذلك نعم....لكنى ظللتُ أشتاق لكِ...ظللتُ أعاودك ...و لكن ليس كالسابق ...
وظللتِ أنتِ تشتاقين للسابق ....ظللت تشتاقين للهوس ! 

ظللتُ أعاملك كمحبوبة....و ظللتِ تعامليننى كصديق ...حتى انتهى ذلك ...
والأحبة لا يصبحون أصدقاء ...فقط ينتهى ذلك !!

لكننى اشتقتك و أشتاقك ....دون هوس ...ولكن أشتاقك.

هل حقاً لم تشعرى بذلك...لم تتخيليه....أم فقط تجاهلتى ذلك ....هل شعرتى به و لكن استمررتى دائماً فى مقاومته فى لاوعيك ، بسبب عدم اقتناعك بأن الأمر يمكن أن يصل إلى نهاية جيدة....بسبب الاختلافات بيننا ....بسبب خوفك المرضى من فكرة الحب نفسها لتجارب سابقة....بسبب حبك لشخص آخر ؟! 

حسناً يا عزيزتى لا أحد يصل إلى حد الهوس بك فقط لأنه صديقك ....

يا إلهى ...كم كان الوصول إلى هذه الفكرة مرهقاً....كم استغرق من وقت فى التفتيش داخل الذات .... سنة..أو سنتين ربما  !!
لكن الوصول إلى الإجابة الآن ، مريح فعلاً بشكل غريب ...أخيراً استطعت الإعتراف بذلك....لقد أنكرتى الأمر فى لاوعيكِ بضراوة حتى أنكرته أنا فى لاوعيى أيضاً ويا للغرابة ! ...ونسيته تماماً ...وظللتُ أبحث عن الإجابة فى أماكن كثيرة أخرى معذباً إياى وإياك فى كل الدروب .... حتى وجدته أخيراً و أنا أقرأ كل المراسلات بيننا الآن ....وأنا أتأمل فى صورتك أمامى.... كانت إحدى لحظات الاشتياق العادية ....ولكن هذه المرة غرقت فى الذكرى ....حتى وجدت نفسى أتعثر بالإجابة .

ظللتِ تخبريننى أننى أفضل صديق لكِ ....وظللتُ أعتبركِ محبوبتى فى صمت 
ظللتِ تخبريننى عن محبوبيكِ الآخرين....و ظللتُ أنا أغار فى صمت 
ظللتِ تعتبريننى كصديق ، وتعامليننى كحبيب ...حتى احترت أنا أيضاً ....وفى كل مرة تعلنين أنك تحبين شخصاً ما .... يخفق قلبى بشدة وأقول أنا !! ....ثم أُصدَم بأنه شخص آخر .
كنا نتقابل كالمحبين....نتهادى كالمحبين ....حتى الناس كانوا يظنوننا محبين (أتذكرين ؟!!) ...

من قبلك ....لم أكن أعرف إلا أن الهوس يعنى الحب ....ولكن معك أضحى الأمر محيراً جداً...الاطمئنان.
أصبحت أقتنع بأشياء أخرى...فقط لأنك مقتنعة بها...." نعم أنا مهووس بها ولكننا أصدقاء فقط " ....هكذا أردد لنفسى دائماً ....و أردد لأى أحد إذا إرتاب فينا....
اقتنعت بأن النساء والرجال يمكن أن يكونوا أصدقاء إلى هذا الدرجة....و أن الهوس يعنى فقط صداقة قوية ....
حقاً لا أعرف كيف تفعلين ذلك ....كيف تحبيننى كل هذا الحب دون أن تحبيننى حقاً ! ....أعنى كيف تكونى صديقة إلى حد الهوس والغيرة والشجار مع رجل دون أن تحملى له مشاعر الحب ولو فى لاوعيك ....هل هذا صحيح ؟! ...ولو كان صحيحاً  فأنا لا أعرف حقاً كيف تفعلين ذلك ! 

انك تملكين حقاً قلباً من أكثر القلوب التى رأيتها تفيض محبة فى حياتى ....تحبين حتى الهوس....حتى الحماقة ...حتى الإذلال كما تقولين دائماً...
ولكن يا عزيزتى كان ذلك جديداً و صعباً بالنسبة لى ....وأنا لا ولم أنزعج من ذلك أبداً..... بل على العكس ذلك هو سر اشتياقى لك حتى الآن....
حسناً يا عزيزتى تظنيننى بارداً.....أنا بارد ولست مثلك ....كل الرجال باردين بشكل ما....ولكننى حقاً أهتم وأشتاق....لم يعد هناك هوس ...ولكنى أشتاق ...
لقد قلتُ بأننى أصبحت أقتنع بأشياء فقط لأنك مقتنعة بها....لقد تلاعبت بلاوعيى يا عزيزتى الى درجة لا تتخيلينها ....وها أنا أصبحت أقتنع بأننى "بارد" فعلاً ....ولكن لا يا عزيزتى ، لقد اكتشفت أننى أشعر...أشعر بالكثير حقاً ...نحوك...ونحو أهلى...ونحو الآخرين ...لكننى تعلمت أن أكبح ذلك لأسباب مختلفة ...حتى أنساه أنا نفسى ....بل لعلنى ولدت كذلك أصلاً....ولذلك ربما أكتب ...حتى أفهم هذا الشخص الغريب الذى هو أنا...

ولكن لا تلومى نفسك يا عزيزتى ....لم ينتهى " الحب" فقط لأنكِ أردتِ أن نصبح أصدقاء فقط ....بالتأكيد لا....فقط لم أستطع تخيلك كزوجة لى ...وتضاءلت الشرارة بداخلى مع الوقت ...ولكننى أيضاً لم أستطع تخيل الإبتعاد عنك....كنا أصدقاء....وكنت مازلت أحبك أيضاً ....بشكل آخر أجل ...ولكن مازلت أحبك....

كل اعتذارات الدنيا لم تكن تكفى ...كنت أنا فقط من يكفى ....كان الهوس وحده ما يكفى ....ولم أستطع تقديم ذلك....

أريد الاطمئنان عليك الآن ولا أستطيع....أريد إرسال كلمة "اشتقت إليك" ثم أتراجع ....
كل ذلك لم يعد يفيد الآن ....هو فقط سوف يريحنى قليلا ....لكنه لن يريحك ...فأتراجع....
حتى هذه التدوينة ....نشرتها لأنك دائما كنت تسأليننى " لماذا؟! " ولا أستطيع الإجابة.....لعل هذه تكون هى الإجابة فعلاً هذه المرة....لعلنى لست مخدوعاً فى نفسى كالعادة ....ولعلنى تخلصت قليلاً من تأثير لاوعيك على بعد هذه الفترة الطويلة.....