السبت، 23 يوليو 2016

عالية

1-10-2015 كتابة بأثر رجعى...

وكنت أحتضنها بيدى و أحتضن الشلال بعينى و أنا أغمغم : 
-لماذا لا يكون الآن هو الأبد ؟
فرفعت نحوى وجهها الجميل وقالت وكلها بسمة :
-و لكنه هو !

"بهاء طاهر-ذهبت إلى شلال"
________________________________________

لا أتذكر شىء بالظبط ...ولكننى صحوت من النوم وأنا أحاول أن أتمسك باللحظة أطول فترة ممكنة....أن أعتصر الشعور حتى آخر قطرة...
كنت جالساً، ممسكاً بشىء ما...كتاب ربما..
جاءت من ورائى واحتضنتنى....
ألصقت وجنتها بوجنتى...كانت رطبة بعض الشىء....تهمس ببعض الكلمات وهى تضحك.....ولكن لم يكن ذلك حقيقيا ...لم يخرج أى صوت....كفيلم صامت بالتصوير البطىء.
لم يكن ذلك حقيقياً كحقيقة ملمس بشرتها الرطبة المحببة على وجهى....كان هذا حقيقياً للغاية....متجسداً أشد التجسد....آتياً من عالم الواقع لا من عالم الأحلام....حتى أننى ما زلت أشعر به بعد الاستيقاظ...
أبعدت وجهها فقط لتقوم بطبع قبلتين متتاليتين على نفس الوجنة ولكن بالقرب من حدود شفتاى...
ثم للأسف قرر جسدى أننى يجب أن أصحو !

أحب كيف يركب المخ الأشياء فى الحلم.....و كيف أن يدك المتعرقة و أنت نائم ربما التصقت بوجهك فصنعت كل هذا .... ولم تكن تحتاج سوى لهذا الشعور المكبوت بداخلك وكل هذه الذكريات المخزنة ، لتصنع سيناريو حقيقى للغاية لأحداث تود وقوعها...
________
" كيفو الحلو اللى ما أنو إلى و ما أنى إلو.....ساكن بالعالى لو فى إطلع نزلو "
- عالية ! 
الفتاة الرقيقة التى كنت تساعدها بتنسيق رغباتها بتنسيق الثانوية العامة....الآن لديها "عالية" ...*ضحك*
ما زالت رقيقة كما هى....تبتسم كثيراً....تضحك و تمزح كثيراً....لديها هذه العفوية الشديدة واللامبالاة...
ولكنها الآن عالية....عالية جداً...
سخافة الأمر و رهبته.....اللقاء بعد كل هذه السنوات.....الكلمات المختلسة من الزمن ومن تدخلات الآخرين المتتالية فى الحوار....الضحكات والبسمات الصافية.....التى يبترها شىء لزج جاء ليلقى السلام.....هذا الحوار القصير على تفاهته....هو أصدق من سنين كاملة....أصدق من عمر كامل.....وقطعه أقسى من منع الماء عن ظمآن فى وسط الصحراء....
لماذا يا الله كل شىء غير مكتمل.....كل اللحظات الأهم على الإطلاق دائماً لحظات مبتورة....وكل القصص غير منتهية.....الشىء الثابت الوحيد هو السخافة والسخفاء.....
فى هذه اللحظة بدا كل شىء عابراً ولا اهمية له على الإطلاق.....وعدنا سنوات للوراء.....تتحدث عن زوجها و ابنتها كمجرد أشياء حدثت لها......اتحدث عن الطب كمجرد شىء حدث لى.....و أشعر أننا نحن نحن !.....بنفس الهيئة و الشكل....بنفس الطفولية ....و أن شيئاً لم يتغير.....أحاول أن أبادلها النظرات دون إثارة الشك....و أبادلها البسمات على ما تفعله "عالية" ... ولكننى فى الحقيقة أبتسم لرؤيتها هى.....ويتزايد الحضور....وتتزايد التفاتاتها للرد على سخافات.....فتتزايد انقباضات قلبى....ورغبتى فى أن أستنقذها لنفسى.....
ثم تأتى التفاتة طويلة هذه المرة.....ولا نعود للكلام.....فينتهى كل شىء ونعود إلى أرض الواقع....ويبدو زوجها وابنتها كأشياء حقيقية جدا ومن اختيارها.....ويبدو الطب كشىء حقيقى جداً ومن اختيارى.....ويبدو تماماً كأننا اخترنا هذه الحياة التى نعيشها.....و لكننى أعتقد أننا لم نفعل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق